من المجموعة القصصية “خوارزميات “…
محمد أبو الفضل سحبان
أضع بين أيديكم عشر قصص قصيرة جدا من مجموعتي القصصية ” خوارزميات” حصريا على جريدة باب مصر، والتي ستصدر قريبا باذن الله :
1- عَابِر سَبِیل
سأل أحد العَابِرين : رأىت مُسوخًا مُخِیفَة من العُیون والآذَان، تطیر آلافا مُؤَلَّفَة في الفَضاء، فھل من تفسیر ؟!
- إِنْ صَدقٌتْ رؤْياك لم يَبْقَ بَیْت إلاَّ ودَخَلتْه .
- (عَابِر : مِن عبَر الرُّؤيا أو الحُلْم :فسَّرَھُما وأخبر بآخر ما يؤول إلیه أمرھما.)
2- فَلْسَفَة
يَحْمِل قَبْرَه على ظَھْرِه يطوف به أينما حَلَّ وارْتَحل. يسْخَرون منه : ھَوِّن علیك فما زال في حیاتك بقیَّة؛ زَحَف الحَلَزُون بِبُطْء من المكان، تاركا وراءه أَثَرا فِضِّیا :
مُخْطِئ من يَظُنّ أنَّ المَسَافَة بَعِیدَة ……….!
رقم قياسي
دَوَّنوه َفي السِّجلِّ بحبر من ذَھَب؛ كان مِیلاَد ذلك الأَصَمّ بداية لتسجیل العديد من الأصْفَار الفَلَكیَّة
4- تِكْنُولُوجْیَا
عاد الدَّيْس مجدَّدا للحَبْل والعَصَا لیَھْدِم بھما ما بَنَاه. ذاع الخبر في المدائن؛ انْسَدَّت المَوَاسِیر؛ غادر الرِّجال في الأَطْوَاف؛ لم يصل منھم للأفلاك إلاَّ من عَفَى عنه مالك الحُوت.
5- رَصَاصَة الرَّحْمَة
تسْتَرْحِمُه أن يَضْغَطَ على الزِّنَادِ لترتاح؛ يَشْفَق لِحَالِھا ويُطْلِقُھَا في الفَرَاغْ……!
6- سِیرْك
سَحَرتْنِي بألاعیبھا وھي تنزل وتصعد على الحبل الواھن بخِفَّة ورَشَاقَة؛ ولكي أَبْقَى طَرِيّا، لَفَّتْنِي بِحَريِرھا النَّاعِم واحْتَفَظَت بي بعد التَّعلُّق بِھا حیاًّ؛ لم أَكُن أدري أنَّھا كانت تَنْسُج كَفَنِي…!
7- تَحَكُّم
عَبْد ذَكِيّ يُكَفِّرُ لسَیِّده ولا يتعَصَّب، لا يَملُّ من خِدْمَتِه ولا يَنْصَب، لا حاجة له بالثَّرْوَة والخَیْرات، كل ما يشْغَل بَالَه ذلك الغَبِيّ، الذي ھَمُّه أن يأكل ويشرب، ويلھُو ويلعب؛ لم يُصَدِّق أنَّه انقلب على عَقِبَیه وقد صار مَحْكُوما بعدما كان حَاكُوما.
(حَاكُوم : جھاز أو آلة للتحكم عن بعد )
8- المِیزَان
لم يعد عَاتِقُه قادرا على حَمْلِ الكِفّتین بما حَمَلَتَا؛ اعْوجَّت العَصَا التي تَتَوسَّطُه ولم تَعُد تُمَیِّزُ في خَبْطِھا بین الأوْزَان والأھْوَاء.
9- تَحْجِیر
أَحْجَار تَمْشِي وتتكلَّم .. تَنْمُو وتَتَكاثَر .. جُذُورُھا تَمَصُّ الحَیاةَ مَصَّا؛ ستمْحُو وجْه الأَرْضِ؛ ما لَمْ يَنْھَضْ لَھَا أَبْنَاء التُّرَابِ بالمَطَارِق ..!
10– غُمُوض
.يَلْتَھِم الأَقْمَار والنُّجُوم ولا يَشْبَع؛ شَابَت رؤوس العَبَاقِرة قبل أن يُدْرِكُوا أنَّ الثَّقْب الأسود الذي كانوا يرونه صغیرا قد كَبُر وتَمدَّد ..!
محمد أبو الفضل سحبان- المغرب.
التعليقات مغلقة.