من الواقع
عشقٌ سامٌ .. بقلم د. صبحي زُردُق
هو زوج أربعيني مكافح ، قضى نصف عمره في العمل بالخارج ، في غربةٍ كادحةٍ، علَّه يكون بين الناس يوماً ما شيئاً مذكوراً ..
غيابه الطويل عن زوجته سمح لها بالتعرف على شاب أصغر منها بعشر سنوات ، عشقها الشاب و عشقته ، فأقاما معاً علاقة محرمة ( الزنا ) ..
كان الرجل يزور أسرته في مصر فى العام مرة واحدة ، و في هذه المرة قرر النزول فى شهر رمضان الكريم ليقضي معهم الشهر بأكمله ، و لكن يبدو أنها سوف تكون آخر زيارة له .. لماذا يا تُرى ؟
غرقت الزوجة فى حب الشاب ، و رأت أن نزول الزوج شهراً كاملاً سوف يعكر صفو ذلك الحب و سوف يقطع اللذة التي قد اعتادا عليها .. فقررا التخلص منه للأبد ..قررا قتله .. ولكن ما الخُطة .. ؟
أخبرت الزوجة عشيقها باليوم الأول الذي سوف يعود زوجها فيه إلى مصر ليفطر أول إفطار له مع الأسرة في شهر رمضان ، كما ابلغته بأنه يعاني من داء السُكري و مرض بالقلب ، استغل العاشق تلك المعلومات القيمة و أعد للزوجة خُطة محكمة عليها تنفيذها حرفياً ..
- السُم و الخُطة
أمر عشيقته بأن تضع له في الشراب و الطعام كميات كبيرة جداً من عقار الترامادول ، حتى إذا مات قُبِل الوضع على أنه “محاولة انتحار” بجرعةٍ زائدةٍ من رجلٍ يائس ..
و بالفعل قامت الزوجة بتنفيذ الخُطة بحذافيرِها ، وأثناء تناول أول إفطار له في رمضان ما هى إلا دقائق معدودات و قد ظهر مفعول السُم ، سقط الزوج مغشياً عليه فاقداً للوعي و النطق بلا حراك ..
تظاهرت الزوجة بالخوف عليه والفزع الكاذب أمام أولادها ، و امتزجت مشاعر الإرتباك مع مشاعر الفرح ، و لما لا ؟ و قد تحقق لها مرادها ، فقد نجحت الخُطة التى رسمها لها شيطانها العاشق ..
و استكمالاً للخُطة و حبكاً لها فقد حملته مسرعةً به إلى المستشفى ، لعلهم يصدقونها و يسجلون الحالة على كونها “محاولة إنتحار ” بالترامادول .. و ما هى إلا لحظات من الوصول إلى قسم الإستقبال و قد لفظ الزوج أنفاسه الأخيرة ميتاً ..
في هذه اللحظات فرت الزوجة هاربةً من المستشفى بلا أى داعٍ ، و هو ما أثار شكوك رجال الشرطة …
أمرت النيابة على الفور بإلقاء القبض عليها ، و عند مواجهتها اعترفت بجريمتها كاملةً ، كما دلت على عشيقها الذي شاركها العشق و شاركها التخطيط للتخلص من الزوج .. انتهت.
و أرى أن الزوج الذي عاش يلهث وراء المال كم كان مخطئاً عندما حرم زوجته سنوات طوال من حِقها الشرعي ( حق الفراش) ، و كم كانت الزوجة مخطئةً عندما اتخذت طريق الزنا سبيلاً لإطفاء شهوتها ، وقد صدق الله تعالى إذ قال عنه ( إنه كان فاحشةً و ساء سبيلاً )..
حقاً كم كان ذلك * عشقاً ساماً * تسممت به جميع الأطراف ، أدى إلى موت الزوج ، و إلى تشريد الأبناء ، و إلى الزج بالعاشقين إلى السجن لإتهامهما بتهمة * القتل العمد * ..
التعليقات مغلقة.