من بعيد … قصة قصيرة بقلم نجوى عبد الجواد
-محسساني إني لسه صغيره، أنا عايزه أروح لوحدي مليش دعوة.
-وإيه المشكلة لمانروح سوا المكان بعيد والبلد زحمة.
-مش أنا كبرت خلاص.
-وبقيتي عروسة ما شاء الله فى ابتدائي وكام سنة نبقى فى إعدادي.
-يبقى لازم أعتمد على نفسي زي ما انت قلتِ.
-أيوه بس.. .
-مليش دعوة مش ده كلامك.
فترة صمت،
-تمام، ماشي أنا موافقة.
هااااشكرا ماما حبيبتي ربنا يخليكي ليا وهاخد التليفون أصور نفسي كام صورة.
تضحك الأم :ماشي.
-هاااااا. شكرا شكرا أحلى أم.
-على فكرة قلبي هيتابعك، ولما تحتاجيني هيحس وهبعت لك رسالةعلي طول.
-هاهاها ها فاكراني نونو ولا إيه.؟ !
-هتشوفي.
تتحسس تليفونها، شعور بالفرح كبرت خلاص، توتر، بشر كثر ، تنظر ليدها وتطلقها، لا أحد يمسكها اليوم، كبرت خلاص تضحك، تنظر أمامها، تضغط على التليفون أكثر وأكثر، زحام، تصطدم برجل يسير بجوار ها يعتذر، تكمل دون الاستماع إليه، يلفت نظرها، منذ خرجت من شارعها وهو خلفها بدراجته، تسترق النظر، ينظر إليها،
عايز مني إيه ده. تمسك بحقيبتها وهاتفها، تطمئن نفسها: أنا واعية كويس والناس كتير حوليا. تنحرف يمينا فينحرف خلفها، يزداد الخوف وترتفع درجة التوتر ده قاصدني تتسارع خطواتها، صوت رسالة على الهاتف “متخافيش امش على مهلك!” تنقل نظرها في ذهول بين الهاتف والشارع لا أثر لماما معقوله قلبها حس بيا! لا، لا، دي بتهزر يمكن خمنت إني هخاف وأمد في المشي فاكراني لسه صغيرة وهصدق قال قلبها قال. تنظر خلفها، اختفى الرجل، تكمل، تمر على متسول تتعاطف، تفكر تعطيه، بلاش أحسن يكون حرامي تتجاوزه يصطدم كتفها بإحدى طفلات الشوارع ماتفتحي يا عمية. ترد عليها تقول إيه لوكانت ماما كانت ردت عليها بلاش أحسن تضربني شكلها متشردة. تقبض على الهاتف وتغير الشارع ده أهدى مفيهوش حد أحسن أمشي لوحدي تهدأ قليلا وتبطئ السير تاخد نفسها شويه قطعت مسافة لابأس بها، تفكر في رد فعل الجدة لما تشوفها جايه لوحدها يمكن تتخض بس هتفرح بيا. تنصت صوت أقدام تقترب منها، تنظر حولها الشارع فاضي مفيش غيرها والأقدام اللي وراها، يقترب الصوت أكثر وأكثر، تترك أقدامها مشاعر اللوم والخوف وتنطلق مسرعة تجري مشي إيه بقى تجري وتجري تتنهد توقفها رسالة على الهاتف “الكبار ميجروش فى الشارع متخافيش” مذهولة تنظر خلفها لا أحد سوي رجل يمسك بيد طفل اقترب منها وتعداها دون حوار. ضربات قلبها تهدأ قليلا وتواصل السير في هدوء لقد اقترب البيت، خطوات ويتحقق الإنجاز، ماما هتفرح بيا وتيتة كمان. من شرودها تسرقها أصوات مخيفة كلاب تتشاجر دخلت الشارع مسرعة، المشاجرة شديدة والنباح يزداد وتجمع كبير للكلاب تتسمر مكانها، تجري، أم تعود من حيث جاءت أم تدخل أحد منازل الشارع، أحدهم ينظر إليها يبدو أنه الوحيد من المتشاجرين الذى اكتشف وجودها تتلاقى النظرات ويدب الرعب إنها تخاف الكلاب، ماذا تفعل، دون وعي تنظر إلى الهاتف! أين الرسالة؟ أكيد قلبها حاسس بيا دلوقتي، طمنيني!، يزداد النباح وتزيد نظرات الكلب حدة ويتحرك رويدارويدا، تنظر في كل الاتجاهات والفزع يتملكها يارب يارب، تشعر أن قلبها سوف يقفز من صدرها لقد صارت والكلب وجها لوجه، يكاد يغمى عليها، تصرخ، يد تلامس كتفها، شخص يضمها، ماما تصرخ فرحا، متخافيش دي كلاب طيبة مش بتعض، في حضن أمها تسير وقد سكن كل شيء بداخلها . أنا معاكي من البداية بطمن عليكي من بعييييد. تلاقت نظراتهما واستسلمتا لضحكات عذبة.
التعليقات مغلقة.