من تباريح الزمان من كلمات جمال ربيع
من تباريح الزمان من كلمات جمال ربيع
عندما كنا صغارًا لانبالي
كانت الأحلامُ تمشي باتِّجاهي
المُنى تقتاتُ روحي
حين أمشي
حيثُ طعمُ الحلوِ يلهو في شِفاهي
العصافيرُ التي أسكنتها أشعارَنا …
جاءَتْ على بابي تباهي
استراحتْ في دِمايا
هاهُنا
جاءَتْ على أيكي تغني ياإلاهي
تستمدُّ الشّدوَ من دقاتِ عمري
هل على الأوتارِ لحنٌ لي يُضاهي ؟
الأماني راقصتني فَبَدالي
كل شِبرٍ في براحِ الكونِ زاهي
ليتَ هذا العمرَ ماولّىٰ ولا
دقت طبولُ الوقت في دنيا التماهي
.
.
عندما كنا صِغارًا لانبالي
كان لي في البيتِ رُكنٌ يشتهيني
يخطَف الأوجاعَ غصبًا من ضلوعي
ينفضُ الأحزانَ عني يحتويني
فوقَ وجهِ الماءِ أحبو وجنوني
صِرتُ بدرًا
جئتُ يحدوني حنيني
من ضلوعي
تقفذُ الأحلامُ وردًا
وغرامي ساجِدٌ بينَ اليقينِ
إنْ حزنتُ اغتالَ حزني
والليالي
تشعِلُ القلبَ ابتسامًاً يرتجيني
نامَ حُلمي في شموعي
والأماني عابقاتٌ
تعرف الدنيا فنوني
ليتَ هذا العمرَ ماولّىٰ ولا
شَقَّت سكاكينَ الزمانِ لظىٰ سنيني
.
.
عندما كنا صِغارًا
كان عند النهر جزعٌ
فيهِ خبأتُ الأماني
فيهِ أسكنتُ ابتسامي ودموعي
كم ضحكنا وي كأنّا توأمانِ
إن فَرِحتُ انسَلَّ يلهو في براحي
يفرشُ الأرضَ ظلالًا في مگاني
إنْ رأى بالعينِ دمعًا
جاءَ يبكي
كبكاءِ الطفلِ جوعًا للحنانِ
قد صنعتُ الطينَ طيرًا طارَ مني
باتَ صَلصالي يغني وحِصاني
ولعبنا فغدونا كفراشاتٍ
تشدُّ النورَ من شمسِ التداني
نرطم الأوجاعَ بالأقدامِ دومًا
نغسل الأرواحَ في نهرِ الحِسانِ
ليتَ هذا العمرَ ماولّىٓ ولا
أرخت عيونُ الوقتِ هدبًا في كياني
عندما كنا صِغارًا لانبالي
يشتهيني الوردُ يهديني شذاهْ
تعزف الأطيارُ لحنًا من خبالي
ونغني تشربُ الدنيا غُُناهْ
نمسكُ الشمسَ بأيدينا فتصحو
تطبعُ الأقمارُ خالًا بالجِباهْ
ترقصُ الأحلامُ فينا كل ليلٍ
في الصباحِ الحلمُ ينمو كالحياةْ
نخطَفُ الأشواقَ من كفِّ الأماني
نغسِلُ الأرواحَ واللُّقيا مياهْ
و كتبنا فوق صَخرِ الروحِ درسًا
عبقيريًّا ليس يعرفهُ النُّحاهْ
كيف صِرنا الآن لا نألوا خبالا
ونسينا العُمرِ من غير انتباهْ
ليت هذا العمرَ ماولّىٰ ولا
دارت تروسِ الوقتُ في أي اتجاهْ
التعليقات مغلقة.