قصة قصيرة
من تكون. ” ” ” ” ” ???
عبد الصاحب إبراهيم أميري
الغريب احيانا، عندما لا يعرف الإنسان في اللحظة المناسبة من يكون، وهذا ما حصل لصبي الحكاية، صبي في الثالثة عشرة من من عمره، مواظب على دروسه، ويتابع هواية القراءة، ينفق مصروفه على شراء الكتب التي تفتح سريرته، و يساعد والده صاحب متجر بيع الملابس في اهم سوق من المدينة، حيث يقضي الظهيرة هناك ليذهب الأب للصلاة وتناول وجبة خفية من الطعام، يستعيد قواه، ليعمل في المتجر حتى منتصف الليل
استلم الصبي في ظهيرة يوم شديد الحرارة، من شهر اب المتجر، من أبيه بعد عودته من المدرسة،
عادة يزدحم السوق بالزبائن قبل أيام من قدوم العيد لاقتناء ملابس العيد،
أراد الصبي أن يقرأ شيئا من الكتاب الذي ابتدأ به صباحا عند ذهابه للمدرسة، وإذا به يواجه رجلا طويلا عريض الكتفين، يضع على راسه العقال العراقي المعروف، يرتدي الصاية، إضافة إلى العباءة والعرق يسيل من راسه حتى قدميه،
كي يطفيء لهيب حر شهر اب الحارق، يأخذ نفسا عميقا من سيجارته، ويزيد الجو التهابا،
وقف الرجل ينظر للصبي بتمعن، وخلفه ركب من الصبيان، خمسة اولاد باعمار مختلفة، تقدم نحو الصبي،
تراجع الصبي مذهولا وكأنه امام مقاتل، سلم بلطف
-السلام عليكم بويه
تعلثم الصبي قليلا إلا أنه تمكن من رد تحية الزبون
-شوف بويه، اريد قوط وقمصان لاخوتك،
بس اللي يهمني تكون صادق وناصح وياي، وأنه اشوفك خوش ولد
-بالخدمة
-مخدوم
-الإسم الكريم
ارتبك عندما واجه هذا السؤال الصعب، فهو لحد الآن حائرا في اسمه، يسمونه في البيت صالح، ومنذ دخل المدرسة،. اكتشف أن له اسما مدرسيا عبدالصاحب. وتصغيرا يسمونه صاحب
-صاحب
-عاشت الاسامي صاحب،
أنه ما راح اعاملك ولا اداهرك، اريد منك ملابس زينة لاخوتك
-صار عمي
-شوفنه
قمت بعرض بضاعتي على الأولاد الخمسة، اكبرهم ، اكبر مني بقليل واصغرهَم في السادسة، حالما انتهي من أحدهم، واستعد للثاني،. ينقلب الأول ويرمي بضاعته المختارة في المتجر ويصرخ معترضا
-لا ما تعجبني.، ما أريدها
وهلم جرا، وبعد ساعات من العرض والطلب ، تم الاتفاق النهائي على ملابس العيد، كل ما بقى عرض الحساب واستلامه،
صفقة تبهح قلبي الصغير، وسرور ادخله على قلب أبي،
قطع الزبون تأملاتي
-اشكد صار
بدأت بالعد ووضعت وجداني بين يدي، واخبرته بالمبلغ، دون زيادة او نقصان،
لم يسألني عن التفاصيل، مد يده في جيبه واخرج حفنة من الدنانير، وبدأ العد التصاعدي
-واحد، اثنين، ثلاثة
رفع راسه صوبي
-اشكد كلت
اخبرته مجددا
استمر العد التصاعدي متمما
-أربعة خمسة، ستة
اقبل جارنا يطلب تصريف خمسة دنانير
-صالح عندك خرده
توقف العد تماما
فجأة تغير حال الزبون، صاح غاضبا
-صالح، ولك حتى باسمك كذبت،
بدأ يشتمني وانا في حيرة لا أجد ردا ،. وقذائف الملابس ترمى في وجهي، وصوته علا على كل السوق واصبحت قضية،
أصبحت قصة تحكى
وها انتم ترون
من اكون
نيسان. 2020
عبدالصاحب ابراهیم اميري
التعليقات مغلقة.