من ديوان عضة قلب..”العربية ُ تتحدّث ..”… جمال ربيع
،،،،، العربية ُ تتحدّث ،….
جمال ربيع
مِن أين نبدأُ يا سلمى قصيدَتَنا
مِن نَزْفِ بيروتَ فوقَ الماءِ والطّينِ ؟!
مِن رَقْدَةِ الشّامِ في أوجاعِها أبَدًا
أم مِن عِراقٍ بَكَتْ فانهَدَّ تَكْويني ؟!
أمْ مِن على رَبْوَةٍ صنعاءَ تعرفُها
أم من طرابُلْسِ التي شُقَّتْ بسِكِّينِ ؟!
مِن أُرْدُنِ المُلْتَقَى والآهُ تُوجِعها
مِن نيلِنا نَبْتَدي شوقًا ليسقيني ؟!
أم من على ڜُرْفَةٍ في القُدسِ واقفةٌ
أرخَتْ مَدَامِعَها تبكي وتُبكيني ؟!
كُلُ الجِراحِ أتَتْ ألْقَتْ أرازِلَها
ماعادَ في جُعْبَتي شيءٌ ليَشْجيني
البحرُ عَقَّ الهوى فانفَكَّ عَقْدُهُما
فَمَنْ يُجيرُ شراعي كي يواسيني
والليلُ في طَرَبٍ يُخْفي صباحاتِنا
والنهرُ من ظَمَأٍ أدمى رياحيني
حتى الطيورُ التي كُنّا نواعِدُها
قد هاجَرَتْ عُشَّها ووَرْدَ تِشرينِ
ما عادَ ينقرني إلّا صدى ألَمي
ما عادَ لي في المدى شيءٌ ليحييني
الضحكةُ انشَرَخَتْ بالروحِ وارتَطَمَتْ
والدَّمعُ مُشتَعِلٌ يلهو على العينِ
حاولتُ أكتُبُ ياسلمى قصيدَتَنا
كَتَبتُ في صَفحَةٍ كالشوك بالتِّينِ
رَسَمتُ وجهًا بكى من وَجدِ أحرُفِنا
رَسَمتُ وردًا مَشى ما عادَ يرثيني
رَسَمتُها قَمَرًا فَشَدَّني من يَديْ
وقالَ في أُذُني أرجوكَ خَلّيني
رَسَمتُ مدرسةً وكنتُ أستاذَها
فألجَمَتْ شفتي قَصَّتْ شراييني
رَسَمتُ راقصةً تمايَلتْ وَرَبَتْ
سَمِعْتُ جَلْجَلَةً وَهْجَ الملايينِ
رَسَمتُ مُبْتَزِلًا يلهو فأغرَقَني
بكَفٍّهِ الغَدِقِ ، فَقَرَّ لي عيني
الحالُ مُنقَلِبٌ والحلوُ مُنسَكِبٌ
والغَثُّ فوقَ المدى يلهو بتمكينِ
فاختَرتُ من ألمي أرمي قصيدتنا
لا وقْتَ للشِّعرِ في دنيا المجانينِ
من ديوان. ….. عضةُ قلب ……
………… جمال ربيع …………….
التعليقات مغلقة.