موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من رحمِ الرّحمة إلى ميلاد الأثر ..بـ قلمي /أسـمـاء الـبـيـطـار

226

من رحمِ الرّحمة إلى ميلاد الأثر ..بـ قلمي /أسـمـاء الـبـيـطـار

لا شك أن لكلٍّ منا حكاية تُروى له عن يوم ميلاده ، حكاية يسمعها بشغف ،
أحيانا تكون غير مُكتملة لأن هناك فترة من أعمارنا نأخذها كي نستوعب أحداثها ، و أحيانا لا نجد من يرويها لنا بكامل تفاصيلها الدقيقة التي نريد سماعها حقا .

لكن هناك ميلاد آخر نعيشه بكل تفاصيله.. ميلادٌ يروي لنا تفاصيلنا المستقبلية ، ميلادٌ يضع النقاط على حروف مرحلة ميلادنا الحقيقي على أرض الواقع ..
ميلادٌ نحيا به ما تبقى من أعمارنا إما بثبات ،
أو ننهي به وجودنا و نحن على قيد الحياة .

الميلاد هو ليس مجيئك إلى الدنيا لأن هذا قدرك ..
لكن الميلاد الحقيقي هو أن تثبت وجودك على هذه الأرض ..
وجودك الذي يُبقي أثرك عليها ، الأثر الذي سيرثه من بعدك أبناؤك و أحفادك و من قبلهم أنت عند لقاء خالقك ..
الكثير منا إلا من رحم ربي يأتي إلى الدنيا و يخرج منها كما دخلها
و لا تعلم عنه شيئاً سوى أنه كان بين الأحياء يأكل و يشرب و يعمل و يتزوج و يتكاثر و و …
دون أن يحرك ذلك ساكنا في نفسه ، دون أن يبحث عن ذاته ، عن قدراته أو حتى عن هواياته !
دون أن يحاول أن يحيا حتى بشخصيته الحقيقية ، و يرتضي أن يعيش
بخنوع ، و يسير بعقول الأخرين حتى يفقد قدراته تماما كإنسان له حق و كيان و أثر سيتبعه الأخرون من بعده على الأقل أبناؤه ..
أثر إما يولّد فيهم العزيمة و الطاقة و القدرة على مواجهة الحياة .
و إما أثر يولّد فيهم الذل و الخنوع و الاستسلام ..

الميلاد الحقيقي
هو أن تكتشف ذاتك و تضع يدك على مواطن قوتك فتتمسك بها و تُنميها . هو أن تتجاوز عثرات الحياة ، أن تمر بالتجربة فتتعلم منها ،
و لا تجعلها تترك أثرا سيئا في نفسك يقلل من عزيمتك بل اجعلها سُلما لتصعد لا لتهبط .
_ هو أن لا تستسلم لواقع يحاول فرض سيطرته عليك بما يخالف طبيعتك ، لأنك في النهاية ستبحث عن ذاتك فلا تفلتها منذ البداية .
هو أن تعيش بشخصيتك الحقيقية دون أن تخجل من عيوبك أو تعتبر طيبتك ضعفاً ، لأن الضعف الحقيقي هو أن تخجل من نفسك . هو أن لا تُصر على إكمال طريق ليس له نهاية ..
حتى لا تضعف قوتك و تفتر عزيمتك عليك أن تبدأ من جديد .
_ هو أن تجعل من الهزيمة نصرا و من الانكسار عزيمة .

نولد من رحم أمهاتنا مرة و لكننا نولد من رحم الحياة كل يوم نفتح فيه أعيننا على الدنيا ..
رحم يجب أن نولد منه بخبرة الأمس و عزيمة و إصرار اليوم
على ” أن نكون ” .
نأتي جميعنا إلى الدنيا على نفس الهيئة و نخرج منها كذلك
و لكن.. في النهاية يبقى الأثر .
الأثر الذي يُحفر في القلوب قبل العقول .
الأثر هو الميلاد الحقيقي و إن لم نكن بين الأحياء ،
الأثر الذي يُنير لك نهاية كل نفق .. و يترك في أحبتك شغف السير على الدرب .
و يكفيك من الأثر أن تحيا بجمال الروح بعد فناء الجسد .

التعليقات مغلقة.