من رواد العامية”ابن عروس”… سيدة القصاص
تعالوا ياعاشقين العامية..
على باب مصر
نفتش عن رواد العامية المصرية
وفنونها المتعددة….وإليكم النابغة…الذي اشتهر
بفن الولو…..
ابن عروس…
ولد ابن عروس
عام 1780م فى قرية مزاتة مركز قوص بمحافظة قنا،
وهى التى اشتهرت منذ الفتح الإسلامى لمصر بأنها كانت محط الرحال للقبائل النازحة من شبه الجزيرة العربية،
وقد أدى هذا ــ كما يقول عبدالستار سليم ــ إلى ظهور أثر للهجات القبائل العربية جعل اللسان القنائى أقرب إلى العربية الأم،
ولهذا تأثر الشعر المحلى بالقصيدة العربية الوافدة التى كانت القافية سمة أساسية فيها، فولد قالب شعرى شديد الالتصاق بها لكنه باللهجة العامية المحلية، وهو فن الواو الذى اشتهرت به قنا دون غيرها.
وفن الواو رباعية تتكون فى حقيقة الأمر وفقا لرأى إبراهيم أنيس من بيتين فقط من بحر «المجتث»، وأجزاؤه «مستفعلن فاعلاتن» مرتين، لكن الشطرتين الأولى والثانية تنتهيان بحرف واحد كأنه قافية تختلف مع قافية البيتين المشتركة، فيبدو الأمر وكأنه رباعية،حيث يقول ابن عروس مثلا:
ولا حد خالى من الهم حــتى قـــلـــــــوع المـــراكب
ماتقـــولشى للندل عــم وإن كان على الســرج راكب
وكان الشاعر لا يكتفى بإلقاء مربع واحد من مربعاته القصيرة على جمهوره، لكنه كان يصمت برهة حتى يتأكد من استيعاب المتلقى للمربع ثم يواصل بادئا بعبارة «وقال الشاعر»، ولهذا كثرت الواوات بين المربعات حتى أصبحت تسمى بفن الواو.
وإذا ذكر فن الواو فلابد من الحديث عن رائده أحمد بن عروس، الذى يقول عنه أحمد سليمان حجاب إنه كان يستخلص قُوتَه بقُوَّتِه فى عصر مملوكى شحيح، وكانت له عصابة من الفاتكين واللصوص لها سطوة عظيمة تخشاها الحكومة ذاتها، وعندما أدركته الشيخوخة خاف أن يلقى ربه بذنوبه فأقلع عن الإجرام وتاب وانقطع للتأمل والعبادة، وأخذ يسير فى الطرقات يلقى المواعظ بين الناس فى مربعات شعرية.
ويمكننا أن نجد لدى ابن عروس نفسه مربعا يلخص رحلته من الإجرام إلى التوبة، حيث يقول:
حرامى وعاصى وكداب عاجز هزيل المطايا
وتبــت ورجــعت للــبـاب هيا جــــزيل العطايا
.
التعليقات مغلقة.