من سِفَاح. بقلم علي جبل
يُسعدني بِمَعسُولِ كلامه، يَبْتسِم لى دائما. يُظهِر لي وُدا لا حُدود له، يُرافقني في كل حَرَكاتي وسَكناتي وانفعالاتي وهدوئي. كان لي كظلي. يُوافقني الرأي، لا يُبْدي اعتراضا لآرائي، يقول: إنه أنا، وأنا هو. أقرَّ لي بذلك في كل مرة تناقشنا فيها. ثِقَتي به كانت مُطلقة.. تآلفت رُوحَانا، كما تزاوجت أفكارنا، فكان التشابه بيننا كبيرا حتى في المِشية والخطوة، والغدوة، والرَوْحة… عَشِقتُ نظرية الحلول والاتحاد لأجله بعدما جَحدتها دَهرا وجَهْرا……. كُنا كَروحين حللنا جَسدا….
أو هكذا بدا لي
وَضَعتُ البذرة، أوْليتها اهتمامي ورعايتي، ظَلَّتْ تَنمو وتنمو حتى اكتمل الجنين. حددنا موعد الولادة. اتفقنا معا على أن نكون هناك صباح ذلك اليوم. حان الموعد، هاتفته، لم يَرُد، تأخَرَ علىَّ، ارتديت أفضل ما عندي من ثياب لاستقبال مولودتي الجديدة. هاتفته مرة أخرى جاء الردُ عبر النداء الآلي: الهاتف ربما يكون مغلقا أو خارح نطاق الخدمة.. قُدتُ سيارتي، اتجهت إلى هناك، قلتُ في نفسي لعَلَّهُ سَبَقنِي. وصلتُ سريعا. حَانت لحظة الولادة، دخلتُ مُتلهِفا، تمنيتُ أن أكون أول مَن يراها، يَتلقفها، يقتنيها، يحتضِنها.
وهنا كانت الصَّدمة! إنه نفس العنوان. اقتربتُ أكثر، تناولتها، تصفحتُ بعض أوراقها، إنها هي كما دونتها في المسودة النهائية، إبنتي البِكر، وعصارة الفكر، وباكورة إنتاجي الأدبي، روايتي الأولى، سُرِقَت مِني. إنها على أرفف دار النشر، باسم شخص آخر، تُنادِي علىَّ، تسأل عني. يتوسط غلافها اسم صديقي ورفيقي..
"باسم أمين
انتهت.
التعليقات مغلقة.