موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من كتاب أوهام العشق شيء من الماضي بقلم عفاف علي

112

من كتاب أوهام العشق شيء من الماضي بقلم عفاف علي

تنفخ الدخان من فمها في الفضاء الرحب؛ تصنع قلوبًا وسهامًا.
مررت بجوارها على غفلة منها، أردت أن أُخاطبها، أتحدثُ معها، أُناقشها.
همست في أذني: كم ستدفع في الليلة؟.
همستُ في أذنها: وهل للحظات الحب ثمن ؟.
تعالت ضحكتها في الهواء، فجمعت حولنا العديد من النظرات، التي خرجت من عيون الرجال؛ تلتهم جسدها العاري، وخرجت من عيون النساء تحتقرني لحالي.
جمعتُ أشلائي، وهممتُ بالنهوض، لكن قلبي تمسك بها، ألتمس لها ألف عذر، ركع يتوسلني؛ لأتغافل عن تلك السهام المصوبة ناحيتي، وعن ضحكتها الحزينة بل الجريحة. جلست مرة أخرى بجوارها، اتفاوض معها عن المبلغ المطلوب؛ لكنها لم تجيب على سؤالي؛ كأنها في عالمٍ آخر.
-أيتها الحورية الخارجة من الماء العذب، والتي تترقرق في أنسيابية وميوعة، ما أجملك! وما أجمل بريق الدمعة التي تتلألأ في عينيكِ!.
رفعت أهدابها، غرست سهم عينيها في فؤادي؛ وقالت : أيها الغريب، ماذا تريد غير جسدي؟.
-لكنني لا أريدُ جسدك، ولا أريد مفاتنك، كل ما أريده أن أتحدث معك.
أغلقت عينيها؛ وهي تتنهد في حرارة؛ وقالت: كلكم تقولون هذه الجملة في البداية، ثم تتحولون لذئاب تنهش العظم قبل اللحم، طوال حياتي لن أنساه؛ نهايتي في بداية معرفتي به.
أخرجت سيجارة من حقيبتها، لونها غريب، ضخمة الحجم، ينبعث منها دخان أسود برائحة كريهة؛ كأنها رائحة جيفة عفنة.
تتطلع إلى وجهي بحزن، تتنهد بحرارة، تهمس في أذني بصوتها الخافت: كأنكَ هو.
نهضت وتمايلت أمامي، أشارت بيدها أن أسير خلفها؛ كطفل يتبع خطوات أمه، وبالجهة المقابلة، تسير سيدة من الطبقة العليا؛ وهي تمسك بيدها زمام كلبها الصغير المدلل، كلانا يتبع سيدته.
بلا هدف، بلا وجهة، بلا مستقبل، نمشي خطواتنا نحو المجهول؛ لكن ماضيها يلاحقني؛ كيف سأخبرها بما جئت من أجله؟ لن تغفر لي ما فعلته بها؟ .
أسمع من بعيد صوت همسات: هيا لقد وصلنا.
أصعد السلم الممتد نحو السماء، أطوي درجاته الطويلة في لحظات، أجدها تقف أمام نافذة، تتطلع نحو الأسفل السحيق، وهي تردد: هيا قل ما لديك، هنا لن يسمعك أحد، لن يكذبك أحد، لن يهتم بأمرك أحد.
همستُ بصوت يكاد لا يخرج من حنجرتي، سامحيني، أغفري لي خطيئتي، كنتُ ضعيفًا.
قاطعتني ضحكتها الصاخبة، لا تتحدث هنا عن السماح أو المغفرة، لا تقل ضعيفًا، بل قل أنكَ جبان، الضعف أطهر من أن يعرفك، حفظت سركَ بداخلي حتى الموت، وأنتَ نشرت كل ما دار بيننا؛ كأنني المذنبة، وأنتَ الملاك.
لا تتحدث عن خيانتك لي، فالماضي مات بداخلي، قل أنكَ أشتقتُ لجسدي، الذي نهشت لحمه، وتركته ينزف حتى الموت.

  • أنا سأركع أمامك اليوم، حتى تغفري لي.
  • لن يفيدك الركوع، لكن سأغفر لكَ؛ أن قفزت من هنا.
    لم يكن طلبها صعبًا، بحجم تلك النار التي أشعلها الندم بعد وفاتها؛ أمسكتُ بالنافذة، وحلقت في الفضاء، وأنا أسمع صدى صرختها تهز قلبي.

عفاف علي

التعليقات مغلقة.