من كتاب الديانة المصرية القديمةل ياروسلاف تشرنى عن من هم أهل الغرب عند أجدادنا القدماء
من كتاب الديانة المصرية القديمةل ياروسلاف تشرنى عن
من هم أهل الغرب عند أجدادنا القدماء
بقلم منى الشوربجى
يمكننا القول بأن المصريين فى العصور التاريخية آمنوا دائما بالخلود؛ رغم أنه لا توجد كلمة تعبر عن معنى الخلودفى لغتهم ؛ فكلمة الحياة نفسها تستخدم لكل من الحياة على الأرض والحياة بعد الموت ولكن الخلود ليس مطلقا فإن متطلبات معينة يجب أن تتحقق للحصول عليه ، فنحن لا نعرف مدى العمق الزمنى لعقائد الحياة بعد الموت .
الدليل على وجود مثل هذه العقائد فى العصور التاريخية المبكرة هى مجرد العثور على أدلة أثرية ، حيث احتوت مقابر هذه العصور على الطعام والادوات الأخرى التى لا يفسر وجودها إلا فى ضوء إفتراض أن هناك تصورا بأن الحياة تمتد بعد الموت تحت ظروف شبيهة بتلك التى على الأرض . وحالة الحفظ التى وجدت عليها أجساد الموتى فترة طويلة بعد الموت أسهمت إلى حد كبير فى أصل فكرة الاستمرارية للحياة .كان الوضع الذى توسد الجثث على اساسه بوجه عام فيه يواجه الجسد للشرق فى العصور التاريخية ؛ بينما فى عصور ماقبل التاريخ كانت الموتى تضجع على جنبها الأيسر والرأس للجنوب فى مواجهة الغرب .حيث أنه كان الغرب هو الذى سادت الفكرة عنه بأنه أرض الموتى فى كل الأزمنة حتى العصر القبطى ؛ والذى كانت الكلمة المصرية له” أمنتى Amente”هى الترجمة للمفهوم الإغريقى عن عالم الموتى “هاديس Hades” ولقد كانت الالهة ” أمنتت Amentet” (صورة 1) تجسد الغرب وتمثل عادة مرحبة بالميت فى عالمها .وكانت تستقبل الشمس الغاربة لذلك هناك اعتقاد أن حقيقة اختفاء الشمس فى الغرب قد أصلت مفهوم ( الغرب كعالم للموتى ) .. فقد كانت كل الموتى تدفن فى ” الغرب الجميل ” وكانت ترحل إلى الغرب عبر الطرق الجميلة التى يرحل عليها المبجلون ( الموتى ) يظهر ذلك فى نقوش الدولة القديمة التى عبرت عن ” أهل الغرب ” أنهم هم ‘الموتى ‘ ..ففى الغرب كانوا يحيون مكرمين من الإله العظيم أى الملك محيطين له على غرار النظام الرئاسى المقدس فى أثناء الحياة على الأرض .وفضلا عن الطعام والمؤونات الضرورية لهم والتى كانت توضع معهم يوم الدفن ، فإن إمدادات طازجة كانت تجلب من حين لآخر بواسطة ذويهم (صورة 2)
اذن أهل الغرب عند أجدادنا القدماء هم الموتى
التعليقات مغلقة.