من كتاب عرق الحارة المصرية “الحارة المصرية “…
سيد جعيتم
الحارة المصرية ( تعريف)
الحارة المصرية يحور إليها أبنائها فيعودون إليها (من فات قديمه تاه)، الحارة تراث أصيل ضارب في عبق التاريخ الذي يزيد عن 7000 عام ، وقد اختلفت الحارة الآن عن الحارة قديمًا ، مرت الحارة بمراحل في مختلف الأزمنة، تغير شكلها عبر العصور، ثارت الحارة بحرافيشها وفتواتها في كل الأزمنة ضد كل من سولت له نفسه احتلال مصر، وكان أهل الحارة المصرية علي رأس المقاومين، فكانوا جيش طومان باي ضد ابن عثمان سليم الأول عندما تخلي عنه المماليك، وأذاقوا جيش نابليون ثم الجيش الإنجليزي الأمرين، وشاركوا في كل الثورات المصرية، كانوا الظهير الشعبي لأحمد باشا عرابي، و نواة ثورة 1919 وساندوا رجال ثورة يوليو1952 ، وكادت ثورة يناير 2011 أن تفشل لولا المدد الشعبي من حي بولاق، وهم من اكتظت بهم الشوارع في 30 يونيو2013، والحارة المصرية منذ القدم تتفرد عن حارات البلاد الأخرى، فالحارة المصرية تشم منها رائحة عرق البسطاء ممزوجة بالبخور مختلطين بالأصالة والشهامة والجدعنة .
الحارة عنصر أساسي في المدن المصرية ويرتبط أهلها بعناصر تجمعهم منها القرابة ونوع الحرفة التي يعملون فيها، وأهم ما يجمع أهل الحارة هو حسن الجوار ومتانة العلاقة.
طراز البناء بالحارات متشابه وإن اختلفت في الارتفاع والاتساع، والحارة ضيقة تمنع حرارة الشمس وتهدئ من برد الشتاء، وتتميز البيوت بالزخارف الإسلامية وبالمشربيات علي نوافذها ، وللحارة أبواب تغلق ليلا، ،تحمل الحارة المصرية أسماء لأقدم ساكنيها أو للمهنة المشهور بها أهل الحارة أو الشارع .
وقد أثرت روح الحارة المصرية الشعبية وبيئتها الخصبة علي الكتاب والفنانين فألهمتهم في رواياتهم ورسوماتهم.
من كتابي عرق الحارة المصرية
سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
التعليقات مغلقة.