موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من كتاب ما وراء الغيم للأديبة هدى أبو العلا

179

ق.ق من كتاب ماوراء الغيم


بقلمي / هدى أبو العلا

إنها مشيئة الله
منذ مرضه الذي حير الأطباء، ودموعها لا تجف
هو حبيبها وابنها ووالدها وزوجها .هو كل عائلتها ،خاصة أنهما لم يرزقا بأطفال رغم كل التحاليل الطبية التي أثبتت أنه لا مانع عندهما للإنجاب.
منذ تعرفت على سالم فى عملها بعد تخرجها من كلية التجارة. عندما وقع نظرها عليه للمرة الأولى -وهو يرحب بها كزميلة جديدة – شعرت برجفة وهي تنظر فى عينيه وارتبكت حتى أن حقيبة يدها سقطت من يدها على الأرض، فانحنى سالم والتقطها وقدمها لها مع ابتسامته المشرقة على وجهه قائلا لها : لا بأس إنه اليوم الأول للعمل يصاحبه بعض الارتباك ياأستاذة وصمت قالت: سهام مد يده إليها يصافحها سالم زميلك فى المكتب .لو احتجت لأي شئ لا تترددي فى سؤالي. جلست على مكتبها وهي تأخذ شهيق عميق وتخرجه ببطء حتى تهدأ.مر الوقت سريعا وحان وقت الغداء فسألها سالم هل تأتي معه لتتناول الغداء أم يأتي لها بوجبه معه، فاعتذرت له وشكرته فهي لم تتعود على الغداء خارج البيت. واكتمل اليوم على خير حال. أفاقت على صوت سعاله الشديد وهرولت إليه، لتحضر له الدواء وتربط على ظهره بحنان ثم تساعده على أن يعود لجلسته على الفراش وتعدل له المخده الصغيرة حتى يريح ظهره عليها. ونظرت إلى وجهه ورأت الهالات السوداء تحيط بعينيه البنية وانطفئ البريق الذي جذبها إليه فى أول مقابلة، وأصبح جسده نحيف كأنه طفل صغير بعدما كان رياضي، فارع الطول قوي البنية، له نظرة آثرة متعاون يحبه كل الزملاء وينال رضا رؤسائه.
حتى عندما اقتربا من بعضهما البعض وأعلنا خطوبتهما. حسدها معظم زميلاتها لخلقه الجم وقربه من ربه.
كان سالم من أسرة متوسطة ليس لديهم أملاك لكن حياتهم ميسورة والحمد لله هو وأخته التى تزوجت قبله بعامين ، وأنجبت طفل جميل يشبه خاله إلى حد كبير. وفرحت أسرته بسهام وقدرت لها عدم مغالتها فى الشبكة والمهر. حجزوا شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة كبيرة فرشوها معا وبعد ثماني شهور من الخطبة أتموا الزفاف وسط فرحة الأهل والأصدقاء. وكان لسهام أخوة إثنين هما كل أهلها بعد وفاة والدها ووالدتها أثناء تأدية فريضة الحج فى المملكة العربية السعودية.
مما تسبب لها فى اكتئاب. شفيت منه بفضل الله واخوانها الذين كانوا يتناوبون عليها هم وأسرهم. حتى وجدوا لها مكان للعمل في هذه الشركة التى كان يعمل بها سالم. كانت تتركه مع بعض الأصدقاء وتذهب الى عملها لتعود بعد انتهاء العمل مهرولة إلى بيتها وزوجها التى اغتالت الحياة السعادة التى كانت ترفرف على هذا البيت الجميل. مجرد أن تدخل من الباب تهرول إلى غرفة النوم وتقبل جبين زوجها ويده وتوزع القبلات على وجهه وسط الدموع التي تجف. فتنظر أخته سلوى إليها وتحتضنها وتختلط دموعهما وتقول لها سلوى نِعمَ الزوجة أنت ياسهام بارك الله لكِ ياأختاه، ثم تستأذن لتعود إلى بيتها وتمر على أولادها فى المدرسة وتصحبهم معها إلى البيت. تقوم سهام بتحضير الطعام والشراب لزوجها سالم ثم تعطيه الدواء. فينظر إليها بامتنان قائلا أثقلت عليكِ ياسهام سامحيني فتضع يدها على فمه حتى لايكمل ثم تقول له ليس لي غيرك فى الحياة. هي محنة ستمر سريعا بإذن الله، لتعود السعادة ترفرف على بيتنا من جديد أصبر ياحبيبي وأرضى “وبشر الصابرين ” ثم تريح رأسه على صدرها ويغفوا الأثنان وهى تحكى له كل يوم قصة عن المبتلين فى الأرض والفوز العظيم الذي نالوه بعد أن منَّ الله عليهم بالشفاء. ليستيقظوا بعد ساعة على جرس الباب ،فتسند رأسه على المخدة وتذهب لفتح الباب واستقبال بعض الأهل والأصدقاء، اصدقاء سالم الذين لا يمر يوم دون أن يقوموا بزيارته والتخفيف عنه بعض الشئ.وهم يتعجبون لحالته الصحية التى تتدهور سريعا كل يوم حتى ظهرت عظام وجهه. ويتحدثون من ورائه وهو يتألمون وتتملكهم الحسرة على صديقهم الجميل المؤمن الذي يحب الجميع ويحبه الجميع.
وذات يوم وهي تحضر سهام الشراب إلى اصدقائه سمعته يقول لصديقه عنها وعن أصلها الطيب ووقفتها بجانبه رغم صعوبة مرضه إلا أنها لا تشكو أو تتذمر ولا تسمح حتى لأخته أن تحضر له الطعام والشراب كنوع من المساعدة.
وتقول وهي تبكي لن يخدمه أحد غيري أنا تحت قدميه إلى أن يشفى بإذن الله، وأنه يلوم نفسه أن فكر يوماً فى الزواج بأخرى من أجل الإنجاب، ويحمد الله على أنه لم يفعل. فأحدثت صوت بحذائها حتى تنبههم لقدومها. وضعت كئوس المانجو على المنضدة مع كوب الماء. تركتهم ودخلت غرفة المعيشة وهي تبكي بكاء حارا ويرتجف جسدها، ليتني ماسمعت هذا في يوم من الأيام، ليتك ظللت على إخلاصك وحبك لي، أنظر ماذا فعلت بنا..فليسامحنا الله جميعا وكررت الجملة. ثم قامت تنظر إلى وجهها فى المرآة وأخفت بعض آثار الدموع بقليل من (المكياج ) ثم تعود لهم بابتسامة باهتة ومشاركتهم الحديث .بعد انصراف الأصدقاء ،ساعدت زوجها لدخول الحمام وقامت بتبديل ملابسه التى إبتلت لعدم قدرته فى التحكم فى حبس البول ،وقامت باستحمامه ثم ساعدته على الدخول إلى غرفته وأجلسته على الكرسي حتى تغير الفراش ثم اخذته على صدرها وأخذت تقص عليه بعض القصص كعادتها كل يوم. لكن سالم شعر منها بشعور معين حتى كأنها تودعه. قال فى نفسه ليتني أموت لتستريحي من هذا التعب والعناء ياسهام.
وفى اليوم التالى حضرت سلوى فى الصباح لتبقى مع أخيها حتى تعود سهام من العمل كما تعودا على ذلك، لكن اليوم سهام لا تستعجل النزول إلى العمل فأخذت تتلكأ وتدلل زوجها
فاكر ياسالم عندما التقينا للمرة الأولى وذكرت أشياء كثيرة كانت لم تعلم بها سلوى وتعجبت سلوى من أمرها قائلة حبيبتي سهام سوف تتأخرين عن عملك إن شاء الله قريبا سيشفى سالم وتعوضين كل هذه الأيام. فألقت سهام بنفسها على زوجها واخذت تقبله بحرارة وبكوا جميعاً.ثم تركته وخرجت مسرعة. بعد خروجها قال سالم لأخته سلوى لو مت خدي بالك من سهام أحيطوها بحبكم، سهام ليس لها غيري.
قالت له لا تقول ذلك ياأخي الأعمار بيد الله، قال اسمعيني ياسلوى أنا سوف أموت ألم ترى سهام تودعني اليوم على غير العادة، إن قلبي مقبوض ليتني لم اتركها تخرج من البيت، ليتها بقيت معي. أحضرت سلوى المصحف لأخيها وقالت له: إقرأ فى كتاب الله. حتى تنزل السكينة على قلبك وروحك. أمسك المصحف وقبلته أخته وذهبت لترد على الهاتف وصرخت سلوى متى وأين. لاحول ولا قوة الا بالله وسقطت من يدها السماعة وهرولت إلى أخيها وهى تنتفض وتحتضن أخيها وهو فى ذهول من شكلها مرددا ماذا حدث ؟! ،من كان على الهاتف ؟
واحتارت سلوى بما تجيب .فظلت تقول لله ماأخذ ولله ما أعطى..حكمتك يارب، حكمتك يارب. قال من قالت البقاء لله سهام أصيبت فى حادث نقلوها إلى المستشفى لكنها فارقت الحياة. أغشى على سالم وكانوا الأهل علموا بالخبر وجاءوا مسرعين من كل مكان. امتنع سالم عن تناول الدواء قائلا لابد أن الحق بها لمن أعش بعدها، سئمت وجودي بالحياة وضرب يد أخته فتناثر الدواء على سجادة الغرفة. وعند زيارة أصدقائه له وأهله لاحظوا تحسن على وجهه وشيئا فشيئا بدأ يقف لوحده ويعتمد على نفسه فى دخول الحمام والأهتمام بالنظافة الشخصية. فى هذا اليوم مرت اخته سلوى على الصيدلية التى يمتلكها أحد أقاربها وكان متبقى بها قليل من الدواء. رجته أن يحضر لها زجاجة حيث أنه دواء تركيب يحضره الصيدلي فى الصيدلية وانها بحثت عن الروشتة لم تعثر عليها حيث كانت سهام رحمة الله عليها تهتم بعلاجه وتناوله وحدها.أخذ منها دكتور عصام الزجاجة ليخرج منها بعد قليل ووجهه متجهم قائلا هذا الدواء سم قاتل!! يسري فى الجسد ببطء جدا ،دون أن يظهر آثاره فى التحاليل والكشف الطبي . صرخت أخته غير مصدقه لما يقوله الطبيب الصيدلي.

التعليقات مغلقة.