من محكمة الأسرة إلى محكمة الجنايات بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
إنتشرت في الفترة الأخيرة حالة غير مسبوقة من العنف الدموي بين الأزواج إنتهت بقتيل هنا و قتيلة هناك .
و حالة من السُخرية المجتمعية على مواقع التواصل الإجتماعي
و حالة من الذعر بين الأزواج
و حالة أخرى من الحزن و إلقاء الإتهامات على طرف دون الأخر .
و ذلك دون الوقوف على معرفة الأسباب الرئيسية وراء ما حدث
ببساطة لأن هناك طرف من الأطراف غاب للأبد .
ذهب دون أن نعرف حتى حقيقة ما حدث في تلك اللحظة .
و من وجهة نظري مهما قيل سيكون هناك حق ناقص و سبب خفي جعلهم يصلون لهذه المرحلة التي دمرت حياتهم إلى الأبد .
و من بين هذه الأسباب للأسف الأهل سواء أهل الزوج أو أهل الزوجة
أولاً أهل الزوجة
و التي وصلت لمرحلة إنها رفعت السلاح على زوجها سواء كان الأمر بـ ” هزار” أو ” تهويش” أو دفاعاً عن النفس .
فمثلاً تجد الأم و على سبيل الهزار أو الجَد الأمر مش هيفرق كتير تقول لإبنتها :
لما تتجوزي هنكسر وراكِ ” قلة ” !
لما تتجوزي ما شوفش وشك هنا لمدة سنة !
و إذا حدث و تم خطبة البنت و هي في مرحلة التحضير للزواج
تجد الأم أيضاً تقول لها بكل جدية :
إعملي حسابك إحنا ما عندناش طلاق عيشي و إرضي بنصيبك .
و البيوت ياما بيحصل فيها .
لنا أن نتخيل بنت تخرج من بيت أمانها و سندها في هذه الحياة على هذه الجُمل .
و الأسوأ من ذلك إنها تُطبق بالفعل !
عندما تعود البنت إلى بيت أبيها بإهانة لفظية من زوجها .
و تجد في وجهها من يجعلها تتحمل .
ثم تعود إلى بيت زوجها و بعد فترة تعود إلى بيت أبيها بإهانة و تطاول باليد و أذية جسدية .
و بعد سنوات قلت أو كثرت من الإهانات اللفظية و الجسدية من زوجها .
و إهمال من أهلها لأنهم يخافون عليها من لقب مُطلقة و عفواً
” سُمعة” المطلقات و التي لا أساس لها من الصحة .
تضطر الزوجة و بكل ما تحمله نفسها من زوجها و من أهلها أن تتعامل بكل ما حملت من قهر للأسف من الجانبين .
حتى تصل إلى مرحلة العنف و الدفاع عن النفس بأي وسيلة أمامها .
و لكن هذا ليس مبررا للعنف و الوصول لتلك المرحلة و هذا المنحى الخطير الذي وصلنا إليه من محكمة الأسرة إلى محكمة الجنايات !
الأسرة الكبيرة و أقصد أسرة البنت هي خط الأمان و الدفاع الأول عن حقوق البنت النفسية التي تحفظ لها كرامتها
ضد أي عنف من زوجها سواء لفظي أو جسدي .
و عندما تأتي إليك شاكية سوء خُلق زوجها و تطاوله عليها يجب أن تسمعها و تأخذ شكوتها بعين الإعتبار و يجب أن لا تعود إلى بيت زوجها مكسورة و كأنها فقدت أهلها خاصاً إذا تكرر الأمر .
هي لم تأتِ إليك بشكوى من ضيق الحال أو العيشة و مع ذلك يجب أن تسمعها أيضاً .
الطلاق حلال و شرع الله حتى لا نصل إلى هذا المنعطف الخطير .
الطلاق فصل شرعي لأي ضرر يقع على أي طرف بشرط أن نراعي حقوق العشرة و الميثاق الغليظ .
الطلاق ليس وصمة عار على جبين البنت و لعنة تُطاردها مدى الحياة حتى لو دخلت حياة جديدة .
شرع الله لنا الحلالين ” الزواج و الطلاق “
و علينا أن نختار ما نحافظ به على سلامنا النفسي و سلامة جزء كبير من المجتمع .
أما بالنسبة لأهل الزوج فلن أقول إلا إن : “دخلت بيتكم إمرأة ترجو الأمان الذي تركته في بيت أبيها أو إفتقدته في بيت أبيها .
وأنتم بحثتم لإبنكم عن زوجة ليكون رجل لها لا عليها ؛ فاحفظوا أمانتكم ”
حقيقي ان أهل الزوج و أهل الزوجة لهم دورا كبير في إستقرار بيت أبنائهم خاصة في بداية هذه الحياة، لهم دور العقل و الحكمة و الفصل بالمعروف بينهما حتى يضعا اقدامهم على أول الطريق الصحيح لإستقرار هذا البيت و معرفة كل منهما حقوقه وواجباته نحو الأخر .
تحدثنا في هذا المقال عن جزء مهم من أسباب العنف بين الأزواج و لكن في الحقيقة الأسباب كثيرة و إن قُدر لنا البقاء سنتحدث في مقالات أخرى عن باقي الأسباب .
التعليقات مغلقة.