من وحي كوفيد ١٩
بقلم عزيزة طرابلسي
حلَلْتَ بأرضنا ضيفًا ثقيلا
لتنشرَ بيننا شرًّا وبيلا
أيا فيروسُ بئسَ الضَّيف يسعىً
بكفِّ البطشِ مغتالًا دخيلا
ُّ
فلم يترك أذاكَ صغيرَ قومٍ
ولا كهلًا ولاشيخًا جليلا
وعم َالضُّرُّ كلَّ الناَّسِ طرًّا
وما استثنى وضيعًا أو نبيلا
وطابَ لك المقامُ بكلِّ صدرٍ
بريءٍ ، كي تصول وكي تجولَ
قلبتَ وجودنا بُؤسًا ويأسًا
أحالَ حياتَنا ليلًا طويلا
وفرَّقتَ الشُّعوبَ فلا لقاءٌ
ولا عَودٌ لِمَن رام الرَّحيلا
تسابَقَتِ الخطوب على البرايا
فكنتَ لها المُساعِدَ والوكيلا
وجئتَ بزحمة ِالأحداثِ همًّا
عظيمًا ، ما عرفتُ لهُ مثيلا
وراحَ الموتُ يلتهمُ الضَّحايا
فكم محزونةٍ فقدت خليلا
وكم مِن والدٍ يبكي بنيهِ
لشدَّةِ حزنِهِ أمسى عليلا
وكم ثكلى تجرَّعتِ المآسي
وماوجدت إلى السَّلوى سبيلا
فشكرًا للوباءِ إذِ اجتمعنا
على شأنٍ ؛ فحقَّقَ مستحيلا
وليت سوى الوباءِ أقام فينا
فقرَّبَ بيننا بالحُبِّ ميلا
لَكُمْ رُسُلَ الحياةِ ومُنقذيها
تحِيَّاتٌ وحُبٌّ لن يزولا
تصدَّيتم لجيشِ الرُّعبِ طًوعًا
فكان بلاؤكم مجدًا أثيلا
بذلتُم تضحياتٍ لا تُجارى
أردتم للأنامِ غدًا جميلا
فعينُ الله ترعاكم جميعًا
جزاكم ربُّكم ظلًّا ظليلا
عزيزة طرابلسي . دمشق
التعليقات مغلقة.