من ورق المانجة بقلم أمل نصر الدين
تمنيت لو أرى نفسي أنفجر
كألم صغير في دورة أمي الشهرية
حين كنت بويضة
لم تتورط بفعلتها
لتجلس الحياة على صدري
كلما رَغِبَتْ في البكاء
ثم تُهَروِل في الجهات البعيدة
عندما تحس اندفاق الفرح ،
تتركني لينفجر الليل في عينيّ كل ليل
يتصعَّب على نفسه مصلوباً على خيبته :
“يا عُمْر لم تركتني..؟”
أبي وأمي يعترفان
بأني “كنت غلطة”
من يوم قلت بأن الحياة بلا وطن
وبلا رجل لن تختلف كثيراً عمّا هي عليه
واعتبرا ذلك كفر بالنعمة ..
إن لم تكن البلاد نغمة شهية
تصب الرحيق في جثثنا الميتة ،
والحب فعل إبداعٍ يعزف
جوع القلب للقلب على وتر السكن
فلا داعي لذكرهما وأهلاً بالرتابة
ثم المجد للمقهورين
الذين اخترعوا شتائماً
أرميها كل صباح من شباكي
على رأسي بائع الحليب وبائع الجرائد
يعلنان بصوت مزعج رداءة ما يحملانه
الأول تفوح من حليبه المغشوش
رائحة أطفال المجاري (طعم الحنفية البشع)
أما الثاني فحريق هنا ، قتل هناك
انهيار بورصة ، وفيات ، (اقرا الحادثة)
سوء طالع عوّدني أن مواليد برج الميزان
أرغفة صغيرة تتخمر في الركن العمر كله
إلى أن تأتي الدنيا كربة بيت غبية
تحرق كل ما تخبزه ، تحرقهم بنار الخذلان
تحلو لي الشتائم
كمتنفس ثان بعد أغان فاشلة
تجذب الفاشلين أمثالها ،
لهذا أشتم وجهي بالمرآة ،
وجه البلد في التلفزيون
سوء الطالع ، أنت
(أبوي وأمي)
اللذان يرجعان سوء الأحداث
وقلة البركة بالطبع إلى قلة التقوى ،
كنتُ قليلة التقوى إذاً
ليعشش السوء في قلبي ،
وكنت قليل الحب معي
يوم أرسلت الشوق لعندك
يخبرك بأني رسمتُ وجهك
بأظافري على جذع شجرة ،
في الباحة الخلفية لبيتنا نصف الفقير
مستعدة جداً لأخصف على نفسي من ورق
(المانجة)
لو فتحت باباً لأحبك صادقة لا تشوبها
شائبة غياب .
التعليقات مغلقة.