“من يزف البشرى؟ ” بقلم / سيدة بن جازية
طال الانتظار..
من يزف البشرى،
يسعد القلوب
يضخ بعض رذاذ
زخات المطر
يرش الأمل على وجه القمر
مع كل صباح، وقبل المساء
نرتجي رسائل العشاق
تحملها الطيور السائرة إلى الأمام،
تنتشل العبرات من مآقيها
تفرِّج آلاف الزفرات
تضمِّد جراحات الروح
ترتق الفتوقات
تكفّ نزيفا همى
سقى الأرض حتى ارتواء
متى الرذاذ؟
متى المطر؟
ننتظر تفتّح بتلاتٍ و بتلاتٍ…
عبق روائح زكية مثل الثرى
تنشر سلاما
تنشر غماما
يعمّ عالما مضاما
إلى الأمان
يا فنجان قهوتي خبّرني
أخبّأت لي بشرى
بين السواد؟
أخطّطت بعض الأمل خلف المداد
طال الأمد، و انزاح الضّباب
وانفرط العقد من الرّقاب
لملم نثراتك و احسب هباءات التراب
لتزفّ بشرى بعد عذاب
بانت نبوءات الخراب
و احمر وجه الأرض قبل الحساب
انقلب السكين يشقّ الأديم
يقدّ من جلد الخنزير ألف رداء
من يبحث عن دفء وهّاج
نكسوه معطفا وحذاء
من شؤم و شوك و شباك
حاكه الشيطان للشيطان
نثر الوباء و ما آب
ألم يرتو من ذاك الشراب الدهاق
من يشتري دما مزهرا في الأكواب؟
من يحتسي نخب زين الشباب؟
من يأكل لحم أخيه و أبيه و الأصحاب …
غير اللئام و النيام و الذئاب…
يا جدّنا ابراهيم ، اسحاق ، يعقوب…
كفّ عنّا شرّ الأحفاد
بعض نسلك أوغاد
وكلنا رماد
يا جدّنا ابراهيم ردّ عليهم قميص عذاب
لقد داسوا كل الألقاب
و الحرمات و المقدسات
اغتصبوا الأرض والتحفوا السحاب
لم يعد لنا دين أو باب
في الخيمة كل الثقوب
تندب حظ الأحباب
تشتم كل الأحزاب
طال الميعاد، وبان الجواب
يا رب موسى وعيسى …
افتح الكتاب ، كل كتاب
صبّ عليهم جام الغضب و العقاب
ما عاد بالبال غير الدعاء
واستباح العار كل الديار
من يزفّ البشرى غير ربّ العباد
نطق العالم وصمت السلام
يستجمع قواه من الضباب و السراب
تحيا، تحيا أرض كل الأديان
مهادا للثورات والأنات و العتاب
التعليقات مغلقة.