مهرجان شعر عروبة الباشا
مهرجان شعر عروبة الباشا
برَزَ الأميرُ على المنصةِ واثِقا
يختالُ بالحرفِ البديعِ مُسابِقا
فيما مضَى كنّا نراهُ شاعراً
فإذا به صقرٌ يصوغُ خوارِقا
للأرضِ غنَّى؛ للإباءِ وللفِدى
غنَّى فألهبَ في الجموعِ خوافِقا
نزلَ الأميرُ فجاءَ آخرُ وانثنَى
متغزِّلاً بالأرضِ بَرّاً عاشِقا
كشَفَ اللثامَ عن الخفايَا مُخْلصاً
فضحَ اللئامَ وسالَ حرفاً صادِقا
وتعاقَبَ الأمراءُ فوقَ منصّةٍ
للعرضِ ترسمُ للعيونِ حدائِقا
وختامُها مسكٌ بأعظمِ شاعرٍ
صاغَ القوافِي الحُمرِ جَمراً حارِقا
صادَ البلاغةَ والبديعَ بحرفِه
صاغَ المجازَ الفذَّ سهماً راشِقا
بلَغَ الشمالَ معَ الجنوبِ وربّما
بلعَ المغاربَ واستباحَ مشارِقا
غنَّى فألهبَ في القلوبِ عزائِماً
وأحالَ أرضَ المُلهَمِينَ خنادِقا
للحقِّ للنصرِ المبينِ يقودُهم
لكواكبِ العلياءِ طارَ مُعانِقا
ويصفِّقُ الجمهورُ حتّى يرتمِي
أرضاً ويعلُو الصوتُ : حيُّوا الشاهِقا
وتُزغردُ الألحانُ مِن عجَبٍ؛ فكم
ثَمِلٍ بحرفٍ فاضَ نهراً دافِقا
وتحمَّسوا فإذا السواعدُ تعتلِي
ويحطِّمونَ حواجزاً وعوائِقا
فكأنّهم في ساحِ حربٍ حرَّروا
قدسَ الإباءِ وكان نصراً ساحِقا
حتّى إذا تعبَ الحشودُ تفرَّقوا
مِن بعدِ أن حشَدوا الحروفَ مَواثِقا
والمسرحُ المكتظُّ أمسَى خالياً
يُؤوِي بقايا الحرفِ عِطراً عابِقا
كم كان حقّاً مهرجاناً ناجحاً !
للحقِّ نادَى؛ الظلمُ أضحَى زاهِقا
وأوَى الأميرُ إلى السريرِ مباهياً
بنجاحِه؛ كم بَذَّ فَذّاً سامِقا !
حيُّوا نضالَ الحنجراتِ وأهلَها
نصبُوا لكلِّ الظالمينَ مشانِقا
كسَروا سيوفَ البغْيِ؛ أحيَوا بائساً
للفجرِ قَدُّوا بالحروفِ شَرانِقا
فجوارحٌ وضمائرٌ مرتاحةٌ
صُفُّوا لأَجنادِ القريضِ نَمارِقا
قامُوا بواجبِهم وأنهَوا دَورَهم
كم كانَ حقّاً مهرجاناً ماحِقا !
التعليقات مغلقة.