موائد الرحمن … مقال بقلم خلود أيمن
اشتهرت بلادُنا بتلك العادة التي يُمارسها الأغلب ويقدمونها بكل حب ووِد ألا وهي موائد الرحمن التي تفيض بالخيرات والنِعَم التي تُغدِق حاجات جميع الفقراء إذْ يجتمع عليها بعض منهم ويتمتعون بتناول أشهى الوجبات التي أُعدَّت خصيصاً لأجلهم بكل حماس وما إنْ ينتهون حتى يجدوا كل ما لذَّ وطاب من الحَلوى التي حُرموا منها على مدار حياتهم فيتذوقون منها أطيب الأنواع التي تُسعِد قلوبهم وتُشرِح صدورهم وتَسِد جوعهم وتملأ قلوبهم بالراحة إذْ لن يشعروا بالحاجة بعد اليوم ، بعد تلبية أغلب متطلبات حياتهم على تلك المائدة التي جمعتهم دون تفرقة بينهم ، ففَضل إطعام الفقراء في هذا الشهر الكريم له ثواب عظيم وأجر كبير عند الله إذْ يكافئ العبد على شعوره الطيب تجاه إخوانه وجُودِه عليهم بالطعام والشراب والمقومات الأساسية التي تساعد على الحياة ، فلا يحرمه من شيء تمناه قط ويُغدِقه بكل ما يُريد بل ويَزيد ، بل إن البعض لا يكتفون بإطعام الفقراء فحَسب ولكنهم قد يتبرعوا لهم بكل ما يفيض عن حاجتهم من ملابس وأغطية وغيرها من مستلزمات المعيشة التي تضمن لهم حياة كريمة كسائر الخلق ، فالشعور بالغير نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن وإنْ لم نعلم الثواب الذي سوف نحظى به نتيجة لما قدَّمناه لهم ، فلا بد أنْ يكون قلب المؤمن زاخراً بالخير ، قادراً على نثره على الآخرين بكل حب دون شح أو بخل أو تقتير حتى لا يشعر بالضيق حينما تَحِل به الحاجة ولا يجد مَنْ يُعينه أو يعطيه ممَّا حباه الله من نِعَم ، فيجب أنْ نضع أنفسنا محل الآخرين في بعض الأحيان علَّنا نشعر بهم وبضوائقهم ونُقدِم على توفير كل احتياجاتهم دون تأخير أو تقصير ، فهذا هو أعظم عمل خيري قد يُقدِّمه المرء للبشرية بأسرها وربما يُساهم في تفاعل الآخرين مع تلك الفكرة بحيث تنتشر على نطاق أوسع فتمتد حلقة الخير في البلاد بلا انقطاع ، فهذا ما يُميِّز بلادنا بالفعل ويجعلها في القمة ، تتصدر المقدمة دوماً بلا منافس …
التعليقات مغلقة.