مواجعُ ذكراكَ شعر / أدهم النمريـــني
إذا مــا الأسى منّي أتـــاكَ يُســـائِلُ
بأيّ جـوابٍ قد تُحَلُّ المســــائِلُ؟
تركتَ فنــــاءَ الرّوح يبكيكَ لوعةً
بشجوٍ تزفُّ الآهَ فيــــهِ البلابِـلُ
إذا الليلُ أرخى للعيـــون سدولهُ
ضجيجٌ من الذكرى بصمتي يُقــاتِلُ
وحَولي أرى الأشيـــاءَ ترنـو لأعيني
إذا ما رَوَتْ خدَّ المكــــانِ الهوامِلُ
5 أُقَلِّبُ صفْحــاتي بـِروحٍ هزيـــلةٍ
فترجفُ في همسِ الشّجونِ الأناملُ
على فَهُرَسِ الذّكرى رأيتُ سَعادتي
بطيرٍ وفي طَيري تميسُ الخمائلُ
وتحتي فصولُ العمرِ بالسّعدِ أزهرتْ
وقُربي خريرٌ قد شَدَتْهُ الجداوِلُ
زرعتُكَ في صدري زمـــانًا وكم روا ـــ
كَ عطفي لعلّي فــي مداكَ أُطاوِلُ
ولمّــا رأيتُ العُمْرَ أهداكَ بدرَهُ
وحولكَ ربّاتُ الجمـــــالِ تُغـــازِلُ
10 نظرتُ إلـــى بدرِ التّمــــامِ وجدتُهُ
يئنُّ ، فَقَصّتْ للسّقــــامِ المناجِلُ
فأمسى سَمـــا قلبي قفارًا وما أرى
سِوى الآهِ مُذْ ماتَتْ بِقُربي السّنابـِلُ
أرانــي إذا بَثَّ الفؤادُ أنيــنَهُ
بذكراكَ ، يرويني من الدّمع هـاطِلُ
فما زلتُ فــي قيدِ الحنينِ تقودني
سلاسِلُ آآهٍ أَحْكَمَتْهــا الجحــافِلُ
فبعضي على جِذْعِ الأنيـــنِ مُصَلَّبٌ
وبعضي قتيـلٌ قد لَوَتْهُ السلاسِلُ
15 إلى اللهِ أشكو ضعفَ حالي وحيلتي
وأرجوهُ صبرًا ما تضيـقُ المنـازِلُ
وأرجوهُ رُحمى بالذي يقطنُ الثّرى
وجنّـــاتِ عدنٍ إذ رَوَتْهُ الهَــوامِلُ
دُعائي بخمسٍ للفُروضِ رَفَعْتُهُ
وتعليهِ مـن فَيْضِ الرّجــاءِ النّوافِـلُ
أدهم النمريـــني.
التعليقات مغلقة.