مواقِف ومواقِع…
بقلم محمد عبد المعز
…………….
مواقِفُ الرِّجال، تجعلُهم ذِكراً أحياء، وذِكرى، بعد طول عُمر وحُسن عمل وخاتمة، أما مواقِعُهم فتُكسِب هذه المواقِف تأثيرها، في مَنْ وما حولهم.
ولأننا في عصر الغُـثاء، أصبح أيُ صوتٍ للحق، يُسعِدُنا، وأيُ صرخة في وجه ظالِم، نتغنى بها، وبمَنْ قالها، وأيُ موقف، حتى لو كان مُجرَّد رد فعل، نتناقله، بمشاركات، واحتفالات…!
لأن الوضعَ مقلوب، والساكِت عن الحق، لم يَعُدْ شيطاناً أخرس، بل يُلبِسه بالباطِل، ويُكرِّس له، ويحتفي به، بل يستميتُ في الدفاع عن الباطِل، لأنه يُدافِع عن نفسه…!
فالمخنوقون، يحاولون استِنشاقَ أي نسمة هواء، بعدما طال بحثُهم عن أكسجين الحياة، وطرد ثاني أكسيد كربون اليأس، وإرواء أنفسهم بماء العِزَّة، بعدما طال الظمأ…!
ولأن الرد، يَضُعُ الأمورَ في نِصابِها، فإنه كفيلٌ بتصحيح المفاهيم، ووضع أي مُتقولٍ أو مُتأوِّلٍ في مكانه الصحيح، كي يكفَ عن هرطقته، رحمةً بمَنْ وما حوله…!
شيخ الأزهر، قيمة وقامة، مهما غابت هذه، أو غُيِّبت تلك، والأزهر منارة الإسلام، ومهما خرج بعضُ الْمُنتسبين إليه عن جادة الصواب، وأساءوا لأنفسِهم، فلم ولن يستطيعوا الإساءةَ للدين…!
وبعدما تجاوزنا مرحلةَ الوقاية، وأصبحنا في طور العلاج، فإننا بحاجةٍ إلى دور الأزهر ورسالته، دور يُحيي القلوب، ويجمعُ شتاتَ الأُمة، ورسالة تؤمن بنقاء هذا الدين وريادته.
وكما أننا بحاجة، إلى رجل، يُخلِصُ القول، والفعل، والعمل، بل والنية، فإنه بحاجة إلى دعم بالقدر نفسه، كي لا يكونَ وحيداً بين ذئاب، يُحاولون إخراسَ الحق، وافتراسَ كل مَنْ يُنادي به ويعملُ له… و”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت”.
من انتقدوا شيخ الأزهر، كانوا على حق، ومن يشيدون به الآن أيضاً، إن كان النقدُ بحُب، والإشادةُ كذلك، لأن الغرضَ هو الإصلاح المنشود، ومكان الرجل يسمحُ بذلك، ومكانته أيضاً، ويَجِبُ أن يتسِعَ صدرُه للنقد، كما يسعد بالمدح، من غير قدحٍ في هذا ولا ذاك…!
“إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب”.. هود: 88.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.