موتُ الفقيرِ يكونُ كالسّلطانِ…من البحر الكامل بقلم : عبدالناصرعليوي العبيدي
1- أُنظرْ لهذا الكونِ كمْ لعَجائبٍ
فيه من الإبداعِ والإِتْقَانِ
2- آياتُ ربِّكَ للعبادِ كثيرةٌ
وبِعَدِّها قَدْ تَتْعبُ العَينانِ
3- لكنَّ مِنْ بَعد التّفكّرِ قَدْ تَرى
عَجَبَ العُجَابِ يكونُ في القرآن
4- يأتي ابنُ آدمَ للحياةِ كعابرٍ
فيها يُقِيمُ كزائرٍ لأوانِ
5- فَيظُنُّ أنّهُ في الحياةِ مُخَلّدٌ
ويظلُّ قَلبُه دائمَ الخفقانِ
6- فَتراهُ مَغْروراً يُصَعِّرُ خَدَّهُ
وكأنَّهُ الفِرْعَونُ في الطغيانِ
7- يَخْتالُ كالطاووسِ بينَ إنَاثهِ
مُتَفَاخِراً بالرّيشِ والألوان
8- وتراهُ مَسْعوراً يَعَضُّ بِجَنْسِه
بالزُّورِ يَقْذِفُهمْ وبالبُهْتَانِ
9- وتَراهُ في حَقِّ الضّعيفِ مُكَابِراً
وإلى القويِّ يَخِرُّ للأَذْقانِ
10- يَنْسى بأنَّ العُمْرَ يَمْضِي مُسْرِعاً
كالصقرِ منقضًا على الغزلانِ
11- أَفَلَا يُفَكّرُ أينَ هُمْ أسْلَافُه
مِنْ سَالفِ الأيّامِ والأزْمَانِ
12- إنْ جَاءَ وَعْدُ المَوتِ فهو مصيره
لا شيءَ يَمْنَعُهُ مِنَ الإتْيانِ
13- لَوْ راحَ يَحْشُدُ قَضَّهُ وقَضِيضَهُ
وأعَانه في سَعْيهِ الثقلانِ
14- هَلْ مِنْ سَبيلٍ للْفِرَارِ مِنَ الرّدى
أو أن يُؤَخِّرَ مَوتَهُ لِثَواني
15- فالمَوتُ يَحْصُدُ كُلَّ روحٍ حَيّةٍ
لِتَعُودَ صَاغِرةً إلى الدَّيَّانِ
16- وتَرَى الخَلائِقَ يَتركونَ مَتَاعَهُمْ
لَمْ يَأخُذُوا مِنْها سِوى الأكْفَانِ
17- سيُغَادِرُونَ مِنَ الحياةِ كما أَتَوا
موتُ الفقيرِ يكونُ كالسّلطانِ
18- لا شيءَ ينفعُهمْ سِوى حَسَناتِهم
فبِها سَتَرْجَحُ كِفَّةُ الميزانِ
19- وَيلٌ لمنْ يومَ الحسابِ إذا أتى
وذنوبُهُ كالرّملِ في الكثبانِ
20- قَدْ كانَ يَسْخرُ في الحياةِ من الّذي
يسعى الى الإصلاحِ والإحسانِ
21- فيرى العذابَ ولا مناصَ أمامَهُ
والنفسُ مُحْبَطةٌ مِنَ الخذلانِ
22- فتراهُ مَذْهُولاً يَقُولُ مُتَمْتِماً
ياليتني قاومتهُ . شيطاني
23- رباه زِدْهُ من العذابِ مضاعفًا
فهو الذي بالأمسِ قدْ أغواني
24- ياربُّ أرجعني لأعملَ صالحاً
أدعو إلى التقوى و للإيمانِ
25- فيقولُ ربُّ العرش جلَّ جلالُه
هَيْهَاتَ بِتَّ اليومَ في خسرانِ
26- قد كُنتَ تَسْخَرُ مِنْ عِبَادي دائماً
مُتَفَاخِراً بالفُحْشِ والعِصْيانِ
27-أُدْعُ الذينَ دَعوتَهمْ مِنْ دوننا
لَنْ يُنْقِذُوكَ اليومَ مِنْ نيراني
التعليقات مغلقة.