موت الكاتب الكبير بقلم الفاتح ميكا
أشكو من الهجر في سر وفي علن شكوى تؤثر في صلد من الحجر
عنترة
منزل قديم في طرف المدينة على وشك السقوط..
وفي الداخل رجل على فراش المرض؛؛ بلغ من الكبر عتيا؛؛
وفي الخارج…..
هلع.. وفقر.. وجوع يسيل من النوافذ و عيون الأطفال؛؛ وكانت المدينة المنتهكة كصورة بلا إطار؛؛ وكامرة مسنة تمسك بشدةو فزع ملابسها الداخليه خوفا من سرقتها وهي تصرخ..!
لقد سرقوا كل شيء…!
وانتفاضة شبابية تطيح بالنظام الفاسد السابق وتشرع في صياغة المدينة برفقة الشرفاء بصورة تليق بها وبتاريخها المجيد..؛؛
يرتسم على وجهه فرح ممزوج بالألم والتعب لقد انهكه المرض وكم كان يتمنى ويشارك في الانتفاضة الكبرى… ولكن رجل تجاوز الثمانين.. وتجاوزته الحياة وهجرته صحته…!
نظراته تجول في مكتبته العامرة.. وتسمح أصدارته العديدة وتاريخه الثقافي الطويل……!
وصرخ بصوت خفيض
ما جدوى الكتابة..!؟؟
نهض بمشقة.؛ وتوكأ على عصاته.. وتزكر بأن هناك بندقية قديمة كانت لجده حملها وجرجر خطواته للشارع ووقف على عتبة الباب واسند جسمه الهزيل على الحائط…وصرخ
أيها الناس….
ابارك لكم ثورتكم…
وأنا منذ زمن طويل اصارع المرض والفقر والإهمال والوحدة القاسية….
اموت على فراشي كل يوم وانتظر من يطرق بابي……!!!!
وكل معاناتي كانت لا تثير انتباه احد الا القلة.!
احبكم برغم تعاستي
احبكم بكل حرف كتبته لكم وللوطن…
ولكن حان ميعاد الرحيل…
ثم رفع البندقية العتيقة وأطلق الرصاص على راسه….!
وخرجت صحف الصباح تعلن موت الكاتب الكبير وتتحدث عن مسيرته الثقافية باسهاب……..!!
ولم يفطن احد ان البندقية كانت بلا رصاص..!! وكان بها عطب…!!
التعليقات مغلقة.