موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

موت قومسيونجى… بقلم د.أحمد دبيان

140

موت قومسيونجى

د.أحمد دبيان

حينما كنت أغادر منازل الصبا ، أخطو نحو عتبات الشباب ،
واثناء تجوالى فى شوارع الاسكندرية ودروبها وقطاراتها وحافلاتها وترامها،
كنت مراقباً اتسمع وأرصد وانصت ،

لفت انتباهى حواراً لا أنساه بين محصل ومفتش القطار ،

بادر المفتش الحديث المعتاد عن الفساد والخير الذى نضب فى الدنيا ،

أمن المحصل بحكم الرتبة الوظيفية على الكلام فما كان ليجرؤ على التفوه بما يخالف الطرح ،ليواصل المفتش مونولوجه الموجه :

الحل فى تطبيق الشريعة ،

لو ان السارق تم قطعه ، والزاني تم رجمه ، والقاتل تم القصاص منه ، لصلح حال المجتمع على حد قوله .

لم يناقش أحد من المستمعين فى الحافلة المحصل ، وهل تطبيق الشريعة يتطلب كل هذا اللحم المفروض من الأجساد البشرية .

لم يناقشه احد فى الحدود ومن هو الموكل بأحكامها ، او الظرف الشرطى المتطلب لتطبيقها .

لم يناقشه احد فى ان حد الكفاية فى الاحتياجات الاساسية والتى تختلف بدرجة تطور المجتمعات الانسانية هو فرض العين الذى يتوجب تحقيقه قبل الحديث عن تطبيق حدود ، او بتر أصابع او ايدى او رحم او حرابة.

وان الحدود فى جوهرها هو تطبيق للغة عصرها من صلب ، او قتل ، او قطع او نفى فى الارض كبدائل لنفس العقوبة .

هذا الفكر الذى اخترق مجتمعاتنا ، وصار الخلط فيه مستشرياً ، هو ما افضى لاسلام اللحم المفرى، بدلًا من اسلام المساواة والعدل ونبذ الألقاب والتمايز وتمركزات احتكار الثروة.

هذا التأويل المتطرف لاسلام البتر والقطع والحرق والصلب ، هو موروث الثورة المضادة الأموية ، فكان ، بتر ساقى غيلان الدمشقى ، الذى أوكله عمر بن عبد العزيز احد اهم مصلحى الأمة والذى حاول التخفيف من غلواء الثورة الأموية المضادة التى احتكرت الثروة وأورثت الفقر لغالب الامة ، فامم اموال بنى امية وأعاد توزيعها على الشعب ، وكان غيلان الدمشقى الموكل لتوزيع اموال الظلمة الفجرة فكان الانتقام بقتل عمر بن عبد العزيز ، وصلب غيلان بما لم يأتى به قرآن او سنه .

لم يناقشه احد فى رفع الحدود وتجميدها فى عام الرمادة ، والذى عجزت فيه الدولة عن الاضطلاع بمسئوليتها فى توفير حد الكفاية من الغذاء .

هذا الفكر الملحمي من اللحم والاوصال الذى اخترق أدمغتنا ، والدفاع المستميت عن تنصل الدولة من مسئولياتها فى توفير حد الكفاية العصرى، للمواطن ، هو المتهم الأول والأخير عن إلقاء باعة جائلين وقتل احدهم وبتر قدم الآخر .

هذا الفكر المبرر لجرائم أولى الامر وإسباغ الشرعية الدينية التأويلية على التعاطى الدموى الحافظ لمكتسبات الندرة هو القاتل الأول والقاتل الأخير .

التعليقات مغلقة.