موسى والسامرى وكعب الأحبار بقلم د. أحمد دبيان
موسى والسامرى وكعب الأحبار بقلم د. أحمد دبيان
للوهلة الاولي تتناقض تلك الاسماء فى ميقاتها ويصبح دمجها فى سياق واحد جهدا عبثيا .
حين ذهب نبى الله موسى لميقات ربه تاركا هارون أخاه ليخلفه والذي جاء نبى استجابة ودعاء .
( واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى )
رفض الشعب قيادة هارون وهو المفترض فيه حفظ مسيرة موسي فانقلبوا عليه واختاروا السامرى الذى استطاع خداعهم بمنهجة الدجل علمياً ، وبصنع عجل جسد له خوار زاعماً انه الههم واله موسى فنسى وكأن حاله يقول هذه دولة العلم والإيمان التى حرمكم منها موسى.
كان الجزاء تيهاً أربعينيا فقد فيه الشعب قبلته وبوصلته الى ان جاءت أجيال أخري تطهرت من السامري سابق عصره وترهاته وهذيانه واراجيفه.
ظل نموذج السامري موسي هو الحاكم في تقويض الرسالات العظيمة وايضا في حلحلة وهدم الثورات العظيمة.
ربما لم ينجح انقلاب السامري السياسي الديني بفعل الهي وهو عودة موسي .
وربما كان هذا اشارة وتنبيها وتعليما لهذا النموذج المثال .
جاءت رسالات اخري من بعد موسي وليتم التلاعب بها والدس فيها بنفس آلية السامري ونموذجه.
فيظهر شخص ما يزعم انه الملهم والداهية والحكيم الذي رأي ما لم يره أحد ليلتحف بعباءة الدين الثوري فيقوض افكاره الثورية ويحيل الدين والعقيدة الي محض دروشة متدروشين فيقوم بتوثين الافكار والعقائد تماهيا مع وثنية التجلي الممثلة في العجل النموذج المثال المتجسد لآليات الثورة المضادة بتسليع الاله بدلا من توزيع الثروات بالعدل .
كعب الأحبار كان السامري الاسلامي ولكن بلا عودة لموسي او تجل لشاؤول .
كان كعب يهوديا تحول الي الإسلام بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه ، فجالس أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ، ويحفظ عجائب .
ابهرهم الكسينجري المبكر وكان يعلم مدي تلهف المسلمين وتوقهم لاثبات وجود بشارات الرسول عليه الصلاة والسلام في التوراة .
لا نعجب كثيرا حين نري تقريظ معاوية بن ابي سفيان لكعب الأحبار فيقول معاوية “ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالبحار وإن كنا فيه لمفرطين”.
في السياق نفسه، فأن المصادر التاريخية قد أشارت إلى العلاقة الوطيدة التي نشأت بين كعب وأبي هريرة، فقد ورد أن الثاني قد سافر خصيصاً إلى الطور ليقابل كعباً، وهناك، تبادل الاثنان المعارف المُستقاة من أحاديث الرسول وكتب اليهود المقدسة، بحسب ما يذكر الدكتور مصطفى بوهندي في كتابه “أكثر أبو هريرة”.
أبو هريرة لم يكن الصحابي الوحيد الذي ارتبط بصداقة وطيدة مع كعب، بل أيضاً نجد أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد حرص على تقريب كعب إليه، حتى أنه أمره بمصاحبته في رحلته إلى فلسطين، أثناء تسليم بيت المقدس للمسلمين في العام السادس عشر من الهجرة، ويفسر ولفنسون ذلك الأمر بأن الخليفة قد أراد أن يجعل من كعب وسيطاً بينه وبين يهود بيت المقدس، وربما أراد عمر أن يكون كعب مرشده ودليله إلى قصص الأنبياء التي تذخر بها أرض المدينة المقدسة.
على الجهة المقابلة، فأن هناك رأياً أخر، يرى أن كعباً لم يكن سوى أحد اليهود الذين ادّعوا الإسلام في الظاهر، غير أنهم عملوا بشتى الطرق على تخريبه وتحريفه، من خلال نشر الخرافة والروايات المكذوبة.
يستند أصحاب هذا الرأي لمجموعة من الروايات التي أكدت على إنكار بعض الصحابة وتكذيبهم لمقالات كعب، ومن ذلك ما أورده ابن جرير الطبري في تاريخ الرسل والملوك، من أن عبد الله بن العباس قد غضب غضباً شديداً لما جاءه رجل يخبره بأن كعباً قد أخبره أن الله سوف يأتي بالشمس والقمر يوم القيامة ويقذف بهما في جهنم، حيث رأى ابن العباس في ذلك مخالفة صريحة للآيات القرآنية التي تذكر أن الشمس والقمر طائعان لله، فكيف يعذبهما الله وهما طائعان له؟
أيضاً، يستند أصحاب هذا الرأي لما روي عن عمر بن الخطاب، من أنه قد عنّف كعباً في عدد من المواقف، ومنعه من الرواية، فقال له “لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة”، وضربه بعصاه، وذلك بحسب ما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية.
من أهم الباحثين المعاصرين الذين قالوا بذلك الرأي، الشيخ اللبناني محمد رشيد رضا، في تفسير المنار، حيث وصف كعباً بأنه “بطل الإسرائيليات الأكبر”، وبأنه كان يضع الروايات الخرافية “ليغش المسلمين، وليفسد عليهم دينهم وسنتهم، ويخدع بها الناس لإظهاره التقوى…”.
أما الباحث المصري محمود أبو رية، فقد اتهم كعب بأنه “الصهيوني الأول”، في مقال بالعنوان نفسه نشره في مجلة الرسالة عام 1946م، وبرر هذا الوصف بمجموعة من الأحداث التي تناقلتها المصادر التاريخية، والتي تؤكد على أن كعباً قد حاول تغيير قبلة المسلمين إلى بيت المقدس بعدما فتحها عمر، ليس ذلك فحسب، بل إن أبو رية قد خطا خطوة أبعد، عندما جادل في مقاله بأن كعباً كان واحداً من المشاركين في المؤامرة التي قُتل فيها الخليفة الثاني.
العجب العجاب ان ذوي الفطرة السليمة والعلم الواسع مثل الامام علي رضي الله عنه وهو بوابة العلم كما أنبأنا المصطفي كان يعلن دائما ان كعب الأحبار كاذب كذوب رغم هذا كان الهوي والزيغ ولا يزال قبلة من يتخذون الههم هواهم فاسسوا امبراطوريتهم بايدولوجية الفقة السلطوي المستند علي احاديث لكعب الأحبار ولأبي هريرة.
التعليقات مغلقة.