موعدنا أذان الفجر بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
موعدنا أذان الفجر بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
كانت ليلة قاسية من اقسى الليالي التي قضاها خلال العقدين من عمره ، ان أمرا ما يجول في رأسه، استعرض حياته القاسية بدا من دار الأيتام، المبطن باسرار لا يعرفها أحد وان كل محاولاته باتت بالفشل، للتعرف على هويته الحقيقية،
-انا ابن من اكون ومن هم أبناء عمومتي
وظهور أب جديد ، قبله بالتبني، بعد عشرين عاما من محاولات الإنجاب،
وانتخب له اسما ،
-مدحت
،تربى مدحت في حضن رجل عجوز عقيم ، عامل في البناء، تبناه لكي يكون له عونا ، وأم عجوز صماء، لا تسمع شكواه، شكر الباري تعالى على هذا العطاء، الإ أنهما غادرا الحياة بسبب الأمراض المتراكمة عليهما، وجد نفسه وحيدا مرة أخرى، لا أحد حوله وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره،
حاول بجد ان يكون شيئا، اسما، عنوانا، أكمل دراستة الثانوية بعد جهد جهيد، عمل من أجل لقمة العيش، شتى الأعمال،
اليوم، كان يوم اندحاره الجديد، أحب فتاة في عمره. واحبته، بصدق ، قررا ان يتزوجا فهي الأخرى يتيمة الأب، يحكمها زوج امها،
اندحار مدحت بدأ عندما أخبرته فتاته أشواق أن زوج أمها قرر ان يزوجها لرجل متمول عجوز،. ويتقاضي منه المهر ليحقق به مسكنا لنفسه، عاش الحرمان طيلة حياته
طرق باب صاحب بيته الحاج صالح،. يطلب منه الوساطة، يطلب منه أن يكون له عونا، ابا، يحقق مراده، ويخطب له الفتاة، الإ إنَّ نياب الطمع وظهور رجل ثري في وسط الحكاية، كان سببا في رفض مدحت
حتى أستقرا على قرار صعب، يودعا الدنيا بصمت في ساعة واحدة ويوم واحد وساعة التوقيت أذان الفجر، يودع الحياة دون رجعة، وهو يعلم أن قراره جزاءه صعب عسير، اشترى الصعوبة، ليتخلص من معاناته، ويلتحق بمن أحب
قرر أن يرحل ولا يترك أثرا من حياته السوداء
قرر أن يرحل، كي لا يكون مصابا للآخرين.
كان مسالما ولم يؤذي أحدا في حياته. محبا للخير،. أبصر الدنيا في دار الأيتام، ولم يعرف ابويه حتى يومنا ، أتت به سيدة متوسطة العمر للدار، كانت مصابة بجروح في ساقيها، كما كان مدونا في محضر التسليم
-أن ابويه توفيا في حادث سير، وانا أصبت بساقى، قضينا ليلة في المشفى، ودعت أمه وتركت طفلها عندي. وودع زوجها عند الحادث ، ولا أعرف عنهما شيئا.
بحث مدحت عن السيدة، ولم يجد لها اثرا
جلس عند حافة سريره الحديدي، ليدون رسالة، يكشف فيها سبب القرار
. وأن لا يكون سببا في متاعب الآخرين خاصة صاحب المنزل الحاج صالح الذي استأجر منه هذه الغرفة بثمن زهيد، وكان له ابا وصديقا
علق حبلا كان قد أعده من قبل بسقف الغرفة، استعدادا لعملية الموت، جلس على كرسي الموت، ينتظر أذان الفجر، بصمت قاتل، ليقف عليه ويربط الحبل بعنقه ويزيل الكرسي ، وينتهي مأساته
قطع صمته أصوات اقدام الحاج صالح ترك غرفته متجها للضوء، وقع بصره على ضوء غرفة مدحت، وتحرك نحوها ببطء
علا صوت قراءة قرآن مأذن المسجد تمهيدا للأذان
تركت اشواق غرفتها عند سماعها صوت مأذن المسجد وهو يتلو القرآن للوضوء، والقلق والخوف يسيطر عليها، وكلمة
-استغفر الله ربي واتوب اليه
لا تفارق شفتيها
ارتبك مدحت وصوت الأقدام كانت بمثابة ضربة خنجر تسدد اليه ، بات لا يحسن التصرف و مواجهة الموقف، حاول أن يخفي الحبل، لكن دون جدوى،
دخلت اشواق غرفتها وأحكمت غلق الباب من خلف، أخرجت من تحت سريرها حبلا يشبه تماما حبل مدحت
طرق الحاج صالح باب الغرفة، أنتحرت الكلمات في جوف مدحت وخرجت مقطعة،
-مابك يا ولدي
- لا. لا. ش. يء
دفع الحاج صالح الباب، علا صوت بكاء مدحت.
-اسرع يا حاج صالح. أشواق
أدرك الحاج صالح كل شىء عندما ابصر الحبل و اسرعا صوب بيت أشواق المجاور لبيتهم، وانقذا اشواق من موت محتوم،
أدركت الأم مقدار حبهما، وهددت زوجها بالانفصال، اذا مانع زواجها
وأبتدأت الحكاية
النهاية
التعليقات مغلقة.