مولد ميثاق الوفاء
طواف الأرواح
بقلم هيفاء البريجاوي//سورية
بين أحضان الأمومة الغائبة وعثرات الزمان الحالمة،،تعانقت أرواح يافعة تشتاق الحب ،هناك حيث خلدت بين حيطان باردة،تتنفس حب الحياة ،وعمق معانيها.
مدفأة المكان احتوت قلوبهم المتعطشة لارتواء طفولةسرقتها لياليهم المبعثرة،ليكون ذاك المكان توثيق مولد حب سيؤرخ لكراسة تدرس لأجيال وأعوام،حيث تولت تلك الدارتبني رعايتهم بعد أن تاهت بهم السبل،،أصبحت أسِرَتهم الفارغة من الدفء،وحقائبهم الممتلئة بالأماني الضائعة لشرود سنين أصابت كبدهم تحتويها نبضات تلاقت حيث الأقدار شاءت أن لا يطول اللقاء.
حيث تبنت أسرة ثرية وائل وأبعدته عن ذاك المكان،لكن ولادة حبه لهيام، أصبحت كدم بسري بعروقه ،،يتنفسها مع كل مولديوم جديد لعام وأعوام تمر خاطفة ذاكرة ذكريات بقيت تكبر فيهما،أبعدتهما مسافات شاسعة ليتابع تحصيله الجامعي بلندن ويتخصص طبيب قلبية ،ليداوي جروح ما زالت تحتضر سنينه وتعانق نبضاته التي تركها هناك،،،
سَخَر حياته لعلمه ومعالجة المرضى وأصبح مدير اكبر مشفى بلندن ،لم تستطع كل نساء الأرض ان تختطف قلبه ،أوفى ميثا ق طفولي قطعه لهيام بسنين عمره التي تجذرت عمقا ترسخ لمسيرته على أمل العودة واللقاء بشريكة روحه حيث تقاسما سويا زاد الوفاء،،بعد انقطاع أخبار هيام كليا عنه بعدما تزوجت وغادرت القطربعيدا،،لم تسعفها الظروف والواقع المرير بالوفاء ،لكن روحها ظلت تشاركه تلك الأنفاس الطاهرة التي ولدت بين روابي أمانيهم المترسخة لحب أبدي جمعهما،ليفترقا حدودا شاسعة لكن لم تستطع كل تلك السنوات أن تستفردمنهما وتحول ذلك الحب الإ لحب أكبر،،،
أوفت لزوجها مشوار حياتهما الزوجية ،وأتمت رسالتها الأمومية ،لتعود إلى حيث مازالت طفولتها تنتظرها على مقاعد الحنين ،لسنين ظلت عالقة بذاكرتها ،،
تعود لتعمل بتلك الدار،،وتولي اهتمامها لقلوب فاضت بهم الأوجاع،،واستفحل الألم أرواحهم النازفة ،،
لكن ما لم يكن بالحسبان ،من زوداة العمر المتبقي أن تعود لبيت مالكه من فرقتهما السنين والأزمان،،ليوثق حبهمابشراء تلك الدار،ليعايش كل حب يولد هناك ويتولى مصاريف دراستهم ،يعود كل برهة يزور المكان ويتابع الإجراءات القانونيةويتتبع أحوالهم ويعود لعمله الأساسي بلندن ،،
المفاجأة الكبرى كانت بعد لا تعلم من مالكها ،وهي تستوطن أرضها وتحتوي قلوب صغيرة ارتوت من روحها حبا جمعهما على مائدة المودة ،والتصميم ليكملا المشوار لتكون قلوبهم الدليل لعهد قطعاه سويا،،،لم تعلم أنها تشارك تلك القلوب ذات النبض الذي احتواه حبهما، لتستنشق ذاك الصباح بنبض مختلف ،وهي مثل عادتها كل يوم تجلس لبرهة بذات المكان الذي شاء القدرأن يفرقهما،،حينما التقت عيناهما سويا ،،وهو يقترب اليها بروية ،،لم يتلفظا الحروف ،،ولم تفرقهما الدروب،،،فقط اقتربا واقتربا أكثر،ليمسك بيديها،،،ونظراتهما كانت ارتواء روحيهما،،وابتسامة خاطفة أعادتهما لسنين لم تغب .
بل ترسخت كتلك الأشجار الوارفة التي شهدت مولد حبهما ،،،وقطارالزمن توقف مذهولا أي حبيبن أنتما ؟!
اليوم حديقة الدار والأشجار والصبح المشرق وطيور النوارس كانت مأذون وثاقهما لأنفاس حب طليق ،،تكفيهما عناء فراق أدماه الشوق والحنين ،،ليعانقها بنفس المكان ،ولا يزالان لحبهما يرسخان ميثاق سنين لم تسرقها قلوب غدرت ولا أوجاع هرمت،،هكذا كان حوارهما ليعيدها لقلبه وحياته الرفيق والشريك الحاضر كل مراحل عمره ليتوجها مليكة قلبه واسطورة حبه الأزلي
التعليقات مغلقة.