ميثاق المودة والرحمة … محمد البيلي
ميثاق المودة والرحمة
بقلم / محمد البيلي الرياض – كفر الشيخ
———————–
شاءت حكمة الله أن يخلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها
وليشعر كل طرف تجاه الآخر بالثقة والإستقرار والراحة والطمأنينة والمودة والرحمة
ولكن على مايبدو في زماننا هذا أن المخاطبين بهذه المودة والرحمة خلقاً أخر غيرنا
فبعد أن تم الإعلان عن التعايش مع كورونا وإنتهاء فترة الدعاء والترقب بدأت البشرية تكشف عن وجهها القبيح وجرائمها التي كانت تملأ صحفنا ليل نهار قبل جائحة كورونا
وسرعان ماعادت بعد فترة وجيزة
فقد وافتنا صحفنا في الأيام الماضية بجريمة من أبشع مايرتكبه البشر وهي جريمة الزوج الذي دبر لإغتصاب زوجته فماتت وهي تقاوم مغتصبها
فقد إتفق الزوج مع صديقه على تنفيذ جريمة الخيانة الزوجية بأن يقوم صديقه باغتصابها وتصويرها وهي بأوضاع مخلة للشرف،
ثم يأتي الزوج ليكتشف الخيانة ويرفع قضية زنا،
وبعد ذلك يطلق زوجته مقابل عدم تحريك الدعوة ضدها
ولكنها ماتت وهي تقاوم مغتصبها
ليتجلى العدل الإلهى في كشف حقيقة الجريمة الشنعاء الذي دبرها الزوج مع الشيطان فى ليلة شديدة السواد
حقا حين تنعدم من القلوب المودة والرحمة فإنها تصبح مثل الحجارة أو أشد قسوة
يقول رب العزة جل شأنه لمن أراد أن يأخذ صداق زوجته عند طلاقها
(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (النساء21)
فعندما بحثت عن معنى كلمة أفضى وجدت العجبُ العُجاب الذي يحمله معنى هذا اللفظ في تقديس الحياة الزوجية وتعظيمها حتى عند الفراق
فقيل أفضى الزوج لزوجه
أي أباح لها بسره
فبعد أن جعل الفعل أفضى هنا بلا مفعول محدد جعل اللفظ مطلقا
يشع كل معانيه ، ويلقي كل ظلاله ، ويسكب كل إيحاءاته
ولا يقف عند حدود الجسد وإفضائه بل يشمل العواطف والمشاعر والوجدانيات والتصورات والأسرار والهموم
يضع اللفظ يرسم عشرات الصور لتلك الحياة المشتركة أناء الليل وأطراف النهار
عشرات الذكريات لتلك المؤسسة التي ضمنتها فترة من الزمن
ففي كل اختلاجة حب إفضاء
وفي كل نظرة ود إفضاء
وفي كل لمسة جسد إفضاء
وفي كل إشتراك في ألم أو أمل إفضاء
وفي كل تفكر في حاضر أو مستقبل إفضاء
وفي كل شوق الى خلف إفضاء
وفي كل إلتقاء الى وليد إفضاء
وفي كل مرض لأحد الأبناء والدعاء المشترك بين الزوجين رغبة في شفاؤه إفضاء
وفي كل موقف تتعرض فيه الأسرة لضائقة مالية ثم تنفرج إفضاء
كل هذه المعاني الجميلة السامية الراقية تتضاءل الى جوارها ذلك المعنى المادي الصغير
ويخجل الرجل أن يطلب بعد ما دفع وهو يستعرض في خياله وفي وجدانه ذلك الحشد من صور الماضي وذكريات العشرة
فهذه هي المودة والرحمة التى حثنا بها رب العالمين في حال إنفصال الزوجين فما بالك إذا كانت العلاقة قائمة بالفعل
الم يخطر ببال هذا الزوج إفضاء واحد من كل هؤلاء كي يتركها بالمعروف دون محاولة تلويث سمعتها أو التخلص منها
أم أن القلوب المخاطبة بالمودة والرحمة لم يعد لها وجود في عالمنا الحالي
وكيف تبنى البيوت في زماننا
كيف تبنى فوق رمال كيف تبنى
ومالها أركان ،
أرأيتم في الأرض آثار بيتا ليس له ساحة ولاجدران ،
بل وكيف نرجو الخلاص مما نعاني وقد إختل عندنا الميزان ،
التعليقات مغلقة.