موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ميزان السعادة بقلم هنا سعد

389

ميزان السعادة بقلم هنا سعد


ليست كل الصراعات والخلافات هى التى بيننا وبين من حولنا من البشر وحسب؛ بل الصراعات الأشد والأعمق غالبًا ما تكون بيننا وبين ذواتنا
مما يترتب عليه المعاناة والألم وغياب السعادة فنشعر بالتعاسة والشقاء
تعلّم أن تكون حمامة السلام بين أجزائك المتصارعة؛ تحدد متطلبات ورغبات كل جزء وتنفذ مايسمح بتنفيذه، وتؤجل ما يمكن تأجيله، وتحقق ما يمكن تحقيقه .
احكم بحكمة وتروي بين الأجزاء المتصارعة من ذاتك؛ تمامًا كما يحدث فى الجلسات العرفية لحل المشكلات المستعصية {{سلميًا}}
والآن؛
هل تعلم ماهي أجزاء ذاتك ؟؟
وما هي رغبة كل جزء منها؟؟
يرى سيجموند فرويد عالم النفس الشهير أن بداخل كل نفس بشرية ثلاث مستويات كما يلي:-
١-المستوى الأدنى ويسمى{الهو _ ID}
عبارة عن الشهوة، الرغبة، المتعة، الغرائز
هذا المستوى لا يحتكم إلى الضمير، أو الأعراف السائدة والتقاليد أو الحلال والحرام؛ إنه الجزء الحيواني الذى لم يتعلم بعد التكيف و الاستغناء
وقد يتشابه هذا المستوى مع الحيوان والطفل الصغير الذى لا يقوى على التأجيل؛ مبدأه فى الحياة:
(((((((((((الآن، كما أريد))))))))))))))

٢-المستوى الأعلى ويسمى {الأنا الأعلى _super Ego}
وهو الضمير الذي يسعى إلى المثالية دائما، ويرفض كل ما ينتمى إلى المستوى الأدنى أو ال {ID} لا يمتثل إلا للحلال والسمو والأخلاق والعرف السائد والمثل والقيم العليا؛ مبدأه فى الحياة:
((((((((لا يصح إلا الصحيح)))))))))

٣-بين المستوى الأدنى والأعلى يقع المستوى الثالث من مستويات النفس البشرية وهو ما يسمى ب {الأنا_Ego}
وهو الوسيط الذى يسعى دائمًا إلى التوفيق بين مطالب {الهو }اللامتناهية والغير مقبولة وبين قيم {الأنا الأعلى} المثالية للغاية، يحافظ علي العادات، والتقاليد، يقنن، يؤجل، يذّكر، يحاول كبح جماح {الهو} لتتوافق مع مثالية{ الأنا الأعلى}
وشعار هذا المستوى فى الحياة:
((((((((((استمع لصوت الحكمة))))))))))

أثناء هذه العملية وهذه المحاولات المضنية التى لاتنتهى يشعر الإنسان بالمعاناة والصراع بين ذاته الغرائزية الدنيا وبين ذاته المثالية العليا
فإذا انتصرت الدنيا وتغلبت على العليا شعر الشخص بلذة النشوة لفترة قصيرة جدًا يعقبها الندم وتأنيب الضمير ولوم للأنا الضعيفة التى لم تقو على كبح الجماح
وإذا انتصرت العليا وهزمت الدنيا شعر الفرد بالراحة والطمأنينة لأنه لم يقع فى فخ الرغبات والشهوات إلا أنه قد يكون بشئ من الثقل على الذات وبين الحين والآخر تظهر الهو (ID) على السطح فى محاولة لتنفيذ رغباتها المؤجلة
وهذا يحدث فى حالة القمع دون إقناع والانصياع دون قبول
لابد أن تعمل على التصالح بين مبدأ (الآن كما أريد ) وبين مبدأ (لايصح إلا الصحيح ) وتسعى أن يستمعا (لصوت الحكمة)
يظل الإنسان يعانى هذا الصراع حتى يتمكن من تهذيب نفسه عن تفاوض ومحادثات داخلية بارتقاء النفس عن ملذاتها التى يغذيها الشيطان واقتناع بإن الخير لا يكون إلا فى الجانب الملائكى من الذات فإذا رضيت بهذا؛ نعمت الذات بالسكينة والهدوء وسلكت بما يلائم القيم والأخلاق
وحتى تصل الذات إلى هذه السكينة والرضا تقوم
{الأنا _ Ego} الذكية ببعض المفاوضات للدفاع عن السلام الداخلى للفرد لإشعار {الهو_ID} أنه المنتصر أو تقنعه بالتأجيل فيهدأ ويسكن وتستمر عجلة الحياة عن طريق بعض ميكانيزمات الدفاع
مثل الإعلاء والإلهاء والتسامى والتأجيل
وتحدث هذه العمليه كمحاولة من الذات الوسطى لتقليل الشعور بالقلق والضغط النفسى جراء إلحاح الذات الدنيا على تنفيذ رغباتها
ولإحداث نوع من التوازن بينهما بما يحافظ على مستوى مناسب من السواء
و إذا لم يتمكن الفرد من عمل التوازن المطلوب شعر بعدم الرضا عن نفسه وحياته

سيجموند فرويد وغيره من المؤيدين لتقسيم الذات إلى تلك الأقسام الثلاثة ليسوا مبتكرين فى هذا مطلقًا وإنما ورد هذا التقسيم فى القرآن الكريم؛ فلقد قسم الله تعالى أنفسنا إلى ٣ أنفس:-
١-النفس الأمارة بالسوء وتقابلها الهو
٢-النفس اللوامة وتقابلها الأنا
٣-النفس المطمئنة وتقابلها الأنا الأعلى
هذه الأقسام الثلاثة موجودة بداخل كل فرد على وجه الأرض ولكن السعيد من استطاع التصالح مع ذواته وقبلهم جميعًا مع السعى المتواصل للوصول إلى الطمانينة
قم بإحداث توازن مقبول بين أجزاء ذاتك وعمل تصالح بينهم
‏Balance your life<>Balance your Ego
وذلك عن طريق :-
-استخدام أسلوب المفاوضة أحيانًا
-استخدام أسلوب التدرج من المقدمات إلى النتائج أحيانًا أخرى
-كن كالمحامي النزيه الذي يدافع عن الحق والصواب والخير فى قضاياه بأسلوب رشيق مرن
-لا تقس على ذات معينة من ذواتك أبدًا بل تعامل مع الجميع بأريحية واقبلهم جميعًا، وخذ بيد الضعيف المنساق وراء المطالب حتى يقوى ويستطيع الاستغناء والترفع
-لاتنساق وراء النفس الأمارة بالسوء واستمع لتوجيهات النفس اللوامة حتى تصل إلى النفس المطمئنة؛ فتسعد

التعليقات مغلقة.