ميزان الهشاشة وميزان القيمة بقلم حسين الجندي
هل حياتك ذات قيمة؟!
أم أنها مجرد حياة؟!
هل سألت نفسك ولو لمرة :
لماذا أعيش؟!
وهل رتبت أولوياتي؟!
وكيف أعرف أن حياتي هشَّة أم أنها ذات قيمة؟!
ما الميزان الذي أزن به قيمة حياتي؟!
هناك ميزانان :
ميزان الهشاشة وميزان القيمة…
أما ميزان الهشاشة :
هو كل أمر توقن بأنك لن تفعله الآن ولا غدا ولا حتى مستقبلا ومع ذلك تتعلق به…
هو الأمر الذي لا يحل ولا يعقد…
هو كل أمر تخوض فيه وأنت على يقين بأنك تضيع وقتك وعمرك بلا طائل…
هو إدمانك الكلام في الأعراض والأغراض والقيل والقال وكثرة الجدال…
هو التفاهة والهيافة واللغو…
هو كل عبادة تعلمتها وفقهتها وتمنيت أداءها ولكنك أبدا لم يكن لك نصيب منها…
هو النفاق والمداهنة والجري بِذُل وراء المنفعة…
هو النوح واللطم والبكاء على اللبن المسكوب…
هو ترويج الإشاعات…
وهاتِ ما عندك وخذ ما عندي من الضلالات…
هو العيش في مظلومية تسعة أعشارها بسبب الفشل والخمول والاتكالية…
هو المشي بعقل أعمى وراء صاحب عقل خبيث…
هو العيش في التكرار حتى صارت الحياة كشريط يلف على بكرتين ليل نهار ولا جديد…
هوالهروب الدائم إلى الماضي وذكرياته التي باتت جميلة لذيذة حالمة لا لحقيقتها بل لأنها مرَّت وفاتت وأصبحت بلا تبعات…
هو الجمود والتحجر والعيش في زمن الحوامات بعقلية الحنطور…
وقِسْ علي ذلك كل أمر أجوف ظللت طوال حياتك تمارسه بدون تفكير ولو لمرة!
فكل ماسبق ميزان للضياع ومِشْرَط لنَشْل لب حياتك منك حتى لا يتبقَّى منك سوى القشرة الجوفاء التي بلا قيمة…
وصرتَ كطبل أجوف تجعجع ولا نرى لك طحينا…
وهكذا صارت حياتك هشَّة!
أما ميزان القيمة :
فعكس كل ماسبق…
و أضف إليه:
أن تكون مدركا لغايتك الأسمى من الحياة…
أن تكون رقما على اليمين…
أن تكون طرفا في المعادلة…
أن تكون فاعلا…
أن تكون ذا قرار…
أن تقرر أخيرا أن تكون بحقٍ
.
.
.
إنسانا!!!
التعليقات مغلقة.