ميلاد العطايا من رحم البلايا بقلم جيجي حافظ
يصدمك القدر بواقع لا تتخيل يوما أنك مار به ،ولكن يشاء الله أن تعيشه.
وعندما تتمنى يوما أن يعود كل شيء لوضعه الطبيعي ، تتدخل رحمات الله لترسل لك طريقا يضيف لحياتك أجمل إنجازاتها.
فقد ينظر الإنسان إلى آلام المحنة التي يمر بها وما تتضمنها من مخاوف وإحباطات ..ولم يخطر على البال أن هذه المحنة يمكن أن تعوضنا فرحة تنسينا وجع الأيام التي تأوهناها.
فنحن نحتاج المعاناة لننعم بالعطايا
ونحتاج الحزن لنشعر بالسعادة .
وما بين غمضة عين وانتباهتها تغير كل شيء فلقد مررت بمحنة قاسية، رأيت فيها الكتير من الصدمات والمآسي التي كانت بمثابة ضربات صارمة على قلبي وعقلي ، ولكنها واجهتني بنفسي وعلمتني كيف أعبر عما بداخلي، وأظهرت دوافع إنسانية كامنة كنت لا أتوقع يوما أنها بجوفي ،فهذه التجربة رغم أنها أحدثت عدم توازن في عجلة حياتي إلا أنها أنارت الحياة بضوئها الواقعي بدلا من الأضواء الصناعية التي كادت تأخذنا بعيدا عن الواقع ، تجربتي كانت بمثابة ميلاد حياتي ، فيها أدركت أن سمو النفس يكمن في الإحساس بالآخر ، والدعاء له ،ومساعدته بكل ما أوتيت من قوة ،وبعد فترة ازداد هذا السمو ؛ليصل إلى أكبر قدر ممكن من الناس ليشاركوا الآخرين آلامهم بأيسر الطرق، فعندما أصيب ابني بمرض اسمه وحده كفيل أن يدمر نفسية أي إنسان، فما بالكم بمعاناته! ورأيت أطفالا لاحول ولا قوة يعانون نفس المرض ولكن بدرجات أصعب وأماكن مختلفة، وليس هذا فقط بل كان مصاحبا لهذا المرض مشاكل اجتماعية موجعة وأحيانا مدمرة ،فكانت هذه المشاكل تجعل العقل عاجزا عن تجاوز هذه المحنة ، ومن هنا جاءت رسالتي وهى تحمل في ثناياها “حكايا واحة ٥٧٣٥٧ ” لكي تروي حكاية كل طفل مريض وما يعانيه من ألم جسدي ونفسي واجتماعي، وعندما أتت لي هذه الفكرة ولدت في نفسي طاقة كتابية مغلفة بالمشاعر الإنسانية وبالتجارب المؤلمة ،وحققت من هذه الرسالة أكثر من هدف (للمرضى وأسرهم وللقراء أيضا).
وبعد مرور عام من معاناتي ، وفي نفس التاريخ كان ميلاد أول قصة لي عبر الإذاعة المصرية بصوت قيثارة الأثير الأستاذة القديرة /جيهان الريدي ،وكان هذا سببا ودافعا قويا لاستكمال حكاياتي .
ومن هنا أصبح اليوم الذي تألمت فيه هو نفس اليوم الذي ولدت فيه بلمحة إنسانية تمنيت أن تكون بداخلي ووضعها ربي بقلبي مكافأة على معاناتي.
وفى النهاية
مهما كانت المحنة قاسية والتجربة موجعة فلن نسمح للألم أن يتوغل فينا ويتمكن منا ويدمرنا ، لابد أن نتخطاه ونحول هذه المحنة لمنحة.
أمض في طريقك مهما واجهتك العراقيل مادام الله يسمع مناجاتك
وتحقق ميلادي بعد تحول أهدافي الدنياوية إلى أهداف إنسانية مترجمة في صورة حكايات من خلال انضمامي لصرح على باب مصر الراقي الذي يضم كوكبة من المبدعين .
التعليقات مغلقة.