مَا ظَنُّ قَلْبِكَ ؟! شعر/صفوت راتب الغندور
تَأْتِى وتَذْهَبُ والْأيَّامُ دَائِرَةٌ
مَنْ جَاءَ يَطْلُبُ صَفْوَ الوُدِّ، مَنْ رَحَلَا ؟!
.
لَمْ يُلْقِ بَالًا لَهُمْ قَلْبِى، ولَاطَرَفَتْ
عَيْنِى لِغَيْرِكَ ، عَنْكَ الْبَالُ مَا انْشَغَلَا
.
يَا مُفْرِطًا فى النَّوَى أَضْنَيْتَنِى سَهَرَا
لَوْ شَفَّ قَلْبَكَ وَجْدٌ كَانَ قَدْ عَدَلَا !
.
يَا أَنْتَ، لَمْ تَدْرِ مَا فى الْقَلْبِ يَعْصِرِهُ
ولَا اعْتَرَاكَ الَّذِى يَسْتَنْزِفُ الْمُقَلَا
.
تَغْفُو بِجَفْنِ الْكَرَى عَيْنَاكَ فى دَعَةٍ
ومِوجِدَاتُ الْهَوَى مِنْهَا الْفُؤَادُ خَلَا
.
مَا ظَنُّ قَلْبِكَ، هَذَا الْحُبُّ، هَلْ عَبَثٌ ؟!
فَكَيْفَ يَبْذُلُ هَذَا الْقَلْبُ مَا بَذَلَا ؟!
.
مَهْلًا، لَعَلَّ الَّذِى أَلْقَى الْهَوَى قَدَرَا
يُؤْتِيكَ ضِعْفَ الَّذِى قَلْبِى لَهُ احْتَمَلَا
.
آثَرْتُ حُبَّكَ؛ لَا أَرْجُو سِوَاهُ هَوَى
ولَسْتُ أَرْضَى بِهِ رُغْمَ الْأَسَى بَدَلَا
.
أُسْقِيتُ نَارَ الْجَوَى، والْكَأسُ مُتْرَعَةٌ
وبِتُّ مِنْ نَظْرَةٍ ألْقَيْتَهَا ثَمِلَا
.
يَا قَلْبِ، أَضْنَيْتَنِى بِالْعِشْقِ، واسْتَبَقَتْ
عَلَى الدُّرُوبُ الخُطَى تَسْتَرْشِدُ السُّبُلَا
.
الْعُمْرَ أفْنَيْتُهُ يَا حُبُّ، مُنْتَظِرًا
شَهْدَ اللِّقَاءِ، ومَا قَرَّبْتَ لِى أَمَلَا
.
تَرَكْتَنِى والْجَوَى صيَّرْتَهُ حُرَقَا
والشَّوْقَ أذْكَيْتَهُ فى الْقَلْبِ مُعْتَمِلَا
.
عَلَّلْتَنِى بِالَّذِى أَمَّلْتُ مِنْ زَمَنٍ
نُعْمَى الْوِصَالِ، وهَا، أَشْبَعْتَنِى عِلَلَا !
.
رُسْلَاً بَعَثْتُ، ومَا أَنْصَفْتَ مُرْسِلَهَا
وللنِّدَاءِ صَدَىً يَرْتَدُّ مُتَّصِلَا
.
مَنْ فَجَّر الدَّمْعَ كَالْأنْهَارِ هَادِرَةً ؟
مَنْ أَلْبَسَ الْقَلْبَ ثَوْبَ الْحُزْنِ مُنْسَدِلَا ؟
.
يَا مَنْ لَهُ الْحُسْنُ وَرْدٌ فِى رَهَافَتِهُ
وَرْدٌ سَبَى، فِتْنَةً، أمْ رِقَّةً قَتَلَا ؟
التعليقات مغلقة.