موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مَزْبَلَةُ الدَّهْرِ بقلم د.مُهَنْدِس إِيَادُ الصَّاوي

162

( مَزْبَلَةُ الدَّهْرِ ..!! ) ..
د.مُهَنْدِس/ إِيَادُ الصَّاوي .

عَجُوزٌ هِيَ الدُّنيَا اِخْتَالَتْ بِكْرًا فِي مُكْحَلَةِ الْحُلْمِ ، يَتَسَنَّمُ الذُّرَى نَحْوَ عَلْيَائِهَا غِرٌّ غَيرَ آبِهٍ لِوَادِيهَا السَّحِيقِ ، وَضُرُوعُ الُأَيَّامِ تُدِرُّ الْغَفْلَةَ فِي حُلُوقِ السُّكَارَى ، مُهَجٌ ذَابَتْ فِي كُؤُوسِ الْعَمَى ، وَالْعَمَى عَائِثٌ فِي الْبَصَائِرِ ، مَفْتُونَةٌ تِلْكَ الْجُسُومُ بِوَحَلِ التُّرَابِ ، وَالدُّودُ يَرْقُبُ سَاعَاتِ الْوَلَائِمِ ، وَجَدَائِلُ الْآمَالِ مُرْخَاةٌ عَلى عَاتِقِ الْقَدَر ، وَشَوَاطِئُ الْيَقِينِ عَارِيَةٌ .

فِي نَاحِيَةِ مِن نَوَاحِينَا ..
أَخَوَانِ نَشَأا فِي حِجْرِ رَجُلٍ صَالِحٍ ؛
مَاتَ عَنْهُمَا وَقَدْ خَلَّفَ لَهُمَا فِي صَفْحَةِ الْأَيَّامِ سَطْرًا وَهْاجًا مِن شَرَفٍ وَمُرُوءَةٍ ، وَمِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْمَالِ مَا إِن اِعْتَصَمَا بِهِ لَمْ تَزِلَّ لَهُمَا قَدَمٌ ، وَلَا يُقالُ لَهُمَا عِثَارٌ. .

أَمَّا الأَصْغَرُ فَقَدْ كَانَ عَلَى الْأَثَرِ ، لَا يَزَالُ غِرَاسُ أَبِيهِ يَانِعٌ فِي صَدْرِهِ ، فَرْقَدٌ تَدُورُ حَوْلَهُ النُّجُومُ ، وَبَحْرٌ فِي الرِّيحِ يَمْتَدُّ ، وَنِشِيدٌ طَرَّزَهُ الْوَرَعُ فِي الْأَحْدَاقِ ، شَجَرَةٌ فَارِعَةُ النُّورِ ، زَيْتُونُهَا فِي فَمِ كُلِّ الْجَائِعينَ ، كَنَبِيٍّ شَقَّ صَدْرَ الْمَاِءِ بِالإِيمَان ، عزيزُ النفسِ بالقناعةِ مُعتصمٌ .

أَمَّا الْأَكْبَرُ ، طَوَّحَتْ بِهِ الْعَجُوزُ رَكْضًا فِي فَيَافِيهَا ، كَسَامِرِيٍّ خَذَلَهُ الْخُوَارُ وَالْبَرِيقُ ، مَا مِن شَارِدَةٍ وَلَا وَارِدَةٍ مِن فُجُورٍ إِلَّا رَكِبَهَا ، وَعَلى وَلَائِمِ الْأَيَّامِ يَطْعَمُ الْوَهْمَ ، لِيَتَجَشَّأَ الْفَرَاغ ، مَلَامِحُهُ فِي غُرْبَةِ نَشْوَةٍ ،مُذَهَّبَةٌ كَأْسُ شُّرُودِه ، تُرَاوِدُ عَطْشَهُ عَنِ الْحَمِيمِ ــ وَسُبُلُ الْإِيَابِ مَبْتُورَةٌ ــ يَجْرَعُ الصَّابَ مِن أَثْدَاءِ الرَّذَائِل ، وَيَنْخُرُ حَشَاهُ سُوسُ الطَّمَعِ .

يَبْغِي مَا فِي يَدِ أَخِيهِ ، فَأَخْرَجَ لَهُ عُقُودًا زَائِفَةً ، أَنَّ أَبَاهُ قَدْ مَنَحَهُ الْمَالَ كُلَّهُ ، وَلَا شَيءَ لَهُ مِن أَبِيهِ سِوَى اِسْمِهِ .

هَالَ الْأَصْغَرَ مَا رَأى وَسَمِعَ ، مُوقِنًا أَنَّ أَبَاهُ مِنْ هَذا بَرَاءٌ ، وَأَدْرَكَ إِن نَّازَعَهُ عَلَى لَعَاعَةِ الدُّنْيَا ، سَيُحَصِّلُ خُسْرَانًا مِنْ أَيِّ وَجْهٍ ، فَغَسَلَ يَدَهُ مِنْ أَخِيهِ وَمَا أَرَادَ ، وَسَعَى يَضْرِبُ فِي أَرْضِ اللهِ الْوَاسِعَةِ ، وَعَذْرَاوَاتُ الْأَيَّامِ يَتَزَاوَجْنَ مَعَ الضَّوْءِ الضَّرِيرِ ، وَيَلِدْنَ بِلَا حَمْلٍ أَطْفَالَ الْعَجَائِبِ .

اِرْتَحَلَ وَعَيْنُ اللهِ تَكْلَؤُهُ ، نَزَلَ عَلى ثَرِيٍّ عَمِلَ عِنْدَهُ زَمَانًا ، آنَسَ مِنُه الثَّرِيُّ خُلُقًا وَدِينًا وَأَمَانَةً ، زَوَّجَهُ كَرِيمَتَهُ ، لَيْسَ لَهُ إِلَّاهَا ، رَءَاهُ خَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَى عِرْضٍ وَمَالٍ ، فَلَمْ يَلْبْثْ أَمَدًا حَتَّى آلَ إِلَيْهِ كُلُّ الثَّرَاء ، فَثَمَّرَهُ وَعَادَتْ يَانِعَةٌ الدُّنْيَا بِيَدَيْهِ ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا .

يَتَسَمَّعُ أَخْبَارَ أَخِيهِ ، وَقَدْ اِنْحَدَرَتْ حَالُهُ ، تَحْصُدُهُ الْعَجُوزُ بِمِنْجَلِهَا ، جَعَلَ عَلَيْهِ رُقَبَاءَ كُلَّمَا هَمَّ بِبَيْعٍ أَنْفَذَ إِلِيْهِ مَنْ يَبْتَاعَهُ حَتَّى اِنْسَلَخَتِ الدُّنْيَا مِن يَدِهِ ، وَآلَتْ بِتَمِّهَا إِلَى مَن طُرِدَ عَنْهَا .

اِرْتَاعَ الْأَكْبَرُ يَوْمَ أَنْ رَأَى الْأُمُورَ آبَتْ إِلَى أَخِيهِ .

وَالْأَصْغَرُ عَلَى الْعَهْدِ ، مَفْطُورٌ عَلَى الْعَفْوِ ، سَجَايَاهُ الرَّحْمَةُ ، تَقَلَّدَ تَمَائِمَ الْوَفَاءِ ، يُنَادِي مِن تَحْتِ عَبَاءَةِ الرَّحِمِ بَحَنْجَرَةِ دَاوُدَ .. أَخَاهُ ، يَحْدُو بِآصِرَةِ الدَّمِ لِيُنِيلَهُ مَا يُرِيدُ ، وَيُذِيقُهُ مِن شَهْدِ الْوُدِّ غَرَفَاتٍ وَغَرَفَاتٍ ، عَسَاهُ يَؤُوبُ إِلَى رَشَادٍ .

مَن يُخْبِرُ قَسْوةَ الْحَيَاةِ أَنَّ لِلْحُبِّ صَوْتَ الصَّلَاةِ ..؟!

وَيَأْبَى عَلَيْهِ ، وَالْكِبْرُ مِلْءُ أَوْدَاجِهِ ، وَصَهْجُ الْفَوَاجِعِ وَالْمَوَاجِعِ لَا يُدِرُّ عِظَاتٍ ، قَدْ جَفَّتْ عُيُونُ حَيَائِهِ وَكَسَاهَا الرَّمَادُ ، سَادِرُ الْغَيِّ فِي مَفَاوِزِ أَضْلَاعِهِ ، يُطَارِدُ رَمْلَ رُوحِهِ الْمُتَصَحِّرَةِ ، يَلْتَهِمُ الْأُفُقَ الْمُضَرِّجٓ بِالْوَهُمِ الْمَشْنُوقِ ، يَجْرَعُ الصَّابَ النَّازِفِ مِنْ أَعْنَاقِ الْخَطِيئَاتِ ، وَلَا يَجْنِي إِلَّا حَوْقَلَةَ الحناجر .

مَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا حَوْلَ مَوْقِدٍ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاقِدِ الَّتِي تَجْمَعُ النَّاسَ فِي اللَّيَالِي الْبَارِدَةِ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ إِلَّا وَلِأَخِيهِ يَدٌ وَلِسَانٌ ؛ يَدٌ تَنْعَتُ فَضْلَهُ ، وَلِسَانٌ يَشْدُو ذِكْرَهُ ، فَيَمْضِي بِأَذْيَالِ خَيْبَةٍ عَارِيَةٍ .

يَنْظُرُ فِي مِرْآتِهِ ، يُمَزِّقُ الْأُلْفَةَ عَلَى شَوَاطِئِ الْغَرَقِ فِي الذَّاتِ ، وَلِلْمَرَايَا فِتْنَةٌ تَرْصُدُ تَكَسُّرَ الْأَرْوَاحِ فِي تَفَاصِيلُ الصُّوَرِ .

يَجْلِسُ وَشَيْطَانُهُ يَقْتَاتَانِ الْعَمَى لِيَسْلُكَا دَرْبَ ضَوْءٍ شَارِدٍ ،
اُقْتُلْ أَخَاكَ .. نَعَمْ اُقْتُلْ أَخَاكَ ،
لِيَنْجَلِيَ لَكَ الْجَاهُ الْمُحَلَّى ، وَيَكُونَ لَكَ الْقِدْحُ الْمُعَلَّى .
فِكْرَةٌ حَافِيَةٌ ، وَلَمْ تَكُ آيَةٌ مِنْ عِبْرَةٍ تَسْعَى ، فَاصِلَةٌ مَكْسُورَةٌ يَنِزُّ مَنْهَا الْبُهْتُ .

وَعَقَارِبُ الْوَقَتِ تُثَاقِلُ خَطْوَهُ الْجَامِحِ ، تَلْسَعُ مِعْصَمَهَ لِتَنَالَ مِن صَبْوَتِهِ الْمُعَلَّقَةِ فِي رُؤَاهِ القَصِيَّةِ فِي الْأُفُقِ .

فِي لَيْلَةٍ سَكَنَ رِيحُهَا وَغَابَ بَدْرُهَا ، يَتَخَبَّطُ فُي حَنَادِسِ ظُلُمَاتِهِ الثَّلَاث ، عَقْلِهِ وَنَفْسِهِ وَدَرْبِهِ ، مَاضٍ فِي عَزْمِهِ ، أَنْفَاسُهُ لَاهِثَةٌ مُدَجَّجَةُ بِالصَّمْتِ ، يُوَائِدُ بَيْنَ الْخُطَى لِئَلَّا يُحَرَّكَ الْأَنْسَامَ ، يَسْتَشْرِفُ الرُّبَى كَيْ لَا تَرْمُقُهُ عَيْنُ رَقِيبٍ ، قَدْ أَخْفَى بَيْنَ طَيَّاتِ ثِيَابِهِ خِنْجَرًا ذَا طَرَفَيْنِ ، مَشْحُوذًا بِالْحِقْدِ مَسْمُومـا بِالطَّمَعِ ، قَابِضًا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ .

يَمُدُ الغَيُّ خَطْوَهُ حَتَّى كَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى مِنْ دَارِ أَخِيهِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلا لَهُمَا ، فَاتَهُ فِي غَيَابَاتِ الْعَمَى بِدَرْبِهِ تِلْكَ الْحُفْرَةِ الْعَمِيقَةِ الَّتِي يُلْقَى فِيهَا مَا يَنْفَقُ مِنَ الْأَنْعَامِ لِئَلَّا تُؤْذِي النَّاسَ رَوَائِحُهَا ..!!

ــ هُنَا يَتَمَدَّدُ الدَّهْرُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْنِي لِلْمَجْهُولِ مَن مَلَامِحُهُ تَمَرَّغَتْ بِالسَّوَادِ ، وَمَزْبَلَةُ الدَّهْرِ مَلْأَى ــ

فَهَوَىٰ فِيهَا ، تَنْدَقُّ عُنُقُهُ ، وَيَنْغَرِزُ خِنْجَرُهُ فِي صَدْرِهٓ ، وَيَأْتِي الْحَمَّالُونَ يُلْقُونَ فِيهَا نَافِقَ مَاشِيَتِهِم ؛

قَدْ طَمَرَهُ الطَّمَعُ .. وَعَفَى عَلْيهِ الْأَثَرُ .

وَدَارُ أَخِيهِ لَا تَزَالُ عَامِرَة ..!!

التعليقات مغلقة.