مَـداراتُ الانـشِـطـار …
عبدالعظيم الأحول
مَـداراتُ الانـشِـطـار ….
وجئتَ منعتني ترياق روحي
ولا أدري أمنعٌ أم عَطاءُ ؟!!!!
وبي من مُوجِباتِ المَوتِ كَيلٌ
من الآلامِ ؛ يَصحَبُـهُ الرجاءُ
فيا سبحانَـكَ اللهُـمَّ أقبِـلْ …
على قلبٍ تُغَطيهِ الدماءُ
وأحسِن موتتي وتَوَلَّ أمري
و صَـبِّـرنِي إذا حَكَمَ القَضاءُ
فنفسي يا حبيبَ النفسِ ؛ حَيْرَى
وأولَـى عند حَيرَتها الـفَـنـاءُ
فإن يَـكُ في لفائفِـهـا عَـوارٌ
فأنتَ لها دِثارٌ أو دَواءُ
فقربني إليكَ ، فهاكَ كفّي
وكــفُّـكَ عن مُناصَرَتي بَلاءُ
تَـدُورُ العَينُ بالدَّمْعاتِ حَرَّى
وتستعصي الدموعُ ولا رُواءُ !
وكَم رَوَّيتَ قَحطًا في فَلاتي
إذا قَيظٌ بَدا أو عَـزَّ مــاءُ
وهذا القَيظُ ينثُرُني شَظايا
ولا قَـوْلٌ يَفيهِ ولا حَياءُ !!!!
وتَرتَـعُ في الحَشا نارٌ تَـلَـظَّـى
يُسَـربَـلُ في نَواجِذِها البِناءُ
بناؤكَ يا حبيبي رَهنُ أيْــدٍ
تَـداعَـى الشَّـوْكُ فيها ، وازدراءُ
تَـلَـبَّـدَ فوق بَـصمَـتها فؤادي
وناءَ بشوكِـها حــاءٌ و بــاءُ
وأنتَ الحُـبُّ يا مَـوْلَى العِبادِ
فكيفَ الحُبُّ يَحدوهُ الشَّقاءُ ؟!!
وكيف النارُ تأكُـلُ في المَراعِي
وتشرُدُ في خَرائبِها الظِّباءُ ؟!!!
وإنكَ رازِقٌ ، وكَـذا حَـكِـيــمٌ
فكيف الرزقُ يُطمِـرُهُ الهَـواءُ ؟
مَداراتُ انشِطاراتي تَـتـالَــتْ
وفَـجَّـرَنِـي على كَـمَدِي هُـراءُ !!
وتَتبِيلُ لأوهامِ السَّـكـــارَى
بِسَجدَةِ كافِـرٍ فيها النَّقـاءُ !!!!!!!
فهُـم كَـفَـرُوا عُطُورَ الحُبِّ فيهم
وفينا إذ تَـغَـشّـاهُـمْ عَــراءُ !!
وعَـدُّوهُ اشتِباقـًـا ، مَحضَ عُريٍ
وتُـفـرَطَ في أنامِـلِـنا النّـسـاءُ !!!!
تناسَــوْا أنَّ كُـنـهَ الحُبِّ رُوحٌ
تُشيعُ السِّـلـمَ إن فَجَـرَ العَـداءُ
ويَأمَـنُ فيهِ كُـلُّ طَـرِيدِ جُـرحٍ
ودِفءُ القلبِ إن عَـمَّ الخَـواءُ
وإنَّ الـوَصلَ نَبعُ الحُبِّ ، يَروِي
شُـقُـوقَ العُـمرِ ؛ يَملأُها الهَناءُ
وصَـوتُ الحِـبِّ يَسرِي في الحَنايا
كماءِ الـوَردِ يَـرهَـبُـهُ الـعَـنـــاءُ
ولكنَّ الأيامَى منـهُ تَـجـرِي
مَـخـافَـةَ أن يُماطِلَها انـحِـنــاءُ !!
وتَـلفَـحَـهـا رياحُ العشقِ تَـتـرَى
إذا ما الجِـسمُ أسكَـرَهُ الغِـنـاءُ !!
وتُسلِـمَ نَفسَـها ، وتَـقُـولَ خُذني
وقَـطِّـعـنِـي ، فقد حـانَ الشِّـواءُ !!!
وكُـلْ واشرب هَنيئـًـا يا رَضِـيـعـي
فإنّـي والثّـمـارُ هُـنـا سَـواءُ
ومِثـلُـگِ يا مَليكَـةَ أَمنياتِــي
بِـطُـهـرِ الـطُـهرِ لم تُبدِ النّساءُ
ولي من سابغاتِ اللهِ قَـلـبٌ
غَـزاهُ النورُ ، واستشرَى الضّياءُ
وحُـبُّـگِ من جلالِ اللهِ كَـوْنٌ
فلا أرضٌ تَـعِـيـهِ ولا سَـمـــاءُ
أنا النُّـسّـاكُ من كُـلِّ البَـرايــــا
وأعبُـدُ فيكِ رَبِّـي ؛ ما يَـشـاءُ
أنا الخَـضـرُ الذي ما رامَ قُبحًـا
وأنتِ الـسِّــرُّ ؛ بل أنتِ الغِـطـاءُ
ولستُ بِمُبتَغٍ في الوَصلِ فُحشًـا
ونُـورُگِ بالفواحِشِ لا يُـســـاءُ
لصوتكِ يا مَلاكي تاق عُـمـرِي
أما يكفيكِ أنهُ لي انتشاءُ ؟!!!
وأنَّ البينَ يُشعِـلُ في الثواني
أوارَ الـخِـزيِ ، واحتَبَسَ الهَـواءُ ؟!
وأن بياض عيني دون لُـقـيــا
تَفَـشَّـى ، واستبدَّ بها البُـكـــاءُ ؟!
أنا نَـخـلٌ تَـداعَـى مِـن جَـفـافٍ
وعَـن جُـمّــارِهِ سَـقَـطَ اللِّـحــــاءُ
وتَـمـرِي في شِـفـاهِـي باتَ فَحمًـا
وما عــادَت بأوصــالِــي دِمـــــاءُ
ويَـشـطُـرُني على الأشـواقِ دَمعِـي
وآهــاتٌ تَــمُــورُ ولا تُـقــــــاءُ !!!
أدُورُ عَـلـى جِـمـارٍ مِـن حَـنِـيـــنٍ
ويَـنـفُـضُـنِـي جُـنُـونٌ واستِــواءُ !!
أنا التَّـصـبيـرُ بالصَّـوتِ ارتَضَيـتُ
وفي أنفاسِـكِ العِـطـرُ ، البَـهــاءُ
أُراقِـصُ في لَـمــا النَّـبْـراتِ قَلبي
تُـقَـبِّـلُـنِـي الـحَـيـاةُ ؛ بِـهـا أُضــاءُ !!
وأغـزِلُ من خُـيُـوطِ الشمسِ عُـمرِي
يُـهَـدهِـدُني على يَـدِهِ الـرِّضــاءُ
وأشـرَبُ خَـفقَ رُوحِگِ في ضُـلُـوعي
وضِحكَـگِ إن غَـشَـى صَوْتي التِواءُ
يذوبُ الحُـزنُ إن خاصَـرتِ سَمعِـي
ويَـحضُنُ بَـردَ وَحدَتِـيَ الكِـسـاءُ
تَـجَـلَّـيْ وامحَقي لَيلِـي وطُـوفِـي
على وَلَـعِـي لينطَـفِـئَ المِــراءُ
وقُـولي لي أُحِـبُّـگَ يا مَـلِـيـكِـــي
ليقهَـرَ ظُـلـمَ أسقامِـي الـشِّـفـــاءُ
عبدالعظيم الأحول
١٠ _ ١٥ شوال ١٤٤٣ هـ
صباح الاثنين ١٦ أيار ٢٠٢٢ م
التعليقات مغلقة.