مُبايعة بقلم د. صلاح علامة
في سوقِ الذَّلِ والأمتعةْ
سأبيعُ نفْسي الطَّامعةْ
وأبيعُ أهْوائي التي
لمْ تتْرُك في قلبي سِعَةْ
سأبقى بلا نفسَ
فمن يشتري أدْمُعي
من يشتري النار التي
في أضْلُعي ؟
من يشتري
كان معي ؟
مَنْ يشْتَري لَهْوَ الّحَدِيث؟
من يشْتَري مني البَّصرْ؟
كي لا أرى ظلّمَ الّبَشرْ
من يشتري دمعًا سخيًا مالحًا ؟
من يشتري ألمًا فتيًا فاضحًا ؟
من يشتري مني الجوارحَ كلها
القلبُ من ألمي انصهرْ
منْ يشتري لغة الكلام
لأعيش في صَمْتِ الّحُفرْ
كل الحوادثِ تشتكي قًبْحَ النظرْ
يا سامعي
جسدي أنا
للبيعِ أوهبهُ رضا
قطعُ الغيارِ موفرةْ
كبدُ الفقيرِ مصاحبهْ
والكلُ يعرفُ صاحبهْ
والكليةُ من طينِ البلى
لا تضع للأوهام حدْ
قَلبُ يُقلبهُ الأحد
ويعيش في نارِ الكَبدْ
والعينُ تمكثُ مُتْعَبةْ
ترى بِشقِ راهبةْ
ذاك الأسى
والدَّنيا تجري لاعبةْ
هذا الخيارْ
يأتي مع
ريحِِ جموحِ باردةْ
كل النوافذِ حاقدةْ
كل المسافةِ واحدةْ
وخليفةُ الرحمنِ
قد غرهُ إبليسُ
اشتهى تفاحةً
وكانت فاسدةْ ؛
من يشْتَري مني الّحَديثْ
من يشْتَري الشعرَ الخبيثْ
الأبْجَديةُ تبدأ بالألفْ
وتنتهي بالياءْ
فيا سماءُ أمطري
يا أرضُ تشَجَّري
الماءُ ماؤكَ
والزرعُ زَرْعُكَ
يا رب السماء
تلك مبايعة
وقد يربحُ البيعُ
إن صح الرجاءْ
التعليقات مغلقة.