مِصْرُ يا صِنْوَ الشَّآمِ…
م . فوّاز عابدون
قصيدة بعنوان :
( مِصْرُ يا صِنْوَ الشَّآمِ )
إيْ يا كِنانَةُ كَمْ أهْفو لِلُقياكِ
وكَمْ أحِنُّ لِلَثْمٍ مِنْ مُحَيّاكِ
عَشِقْتُ مِصْرَ وما أخْفَيْتُ عاطِفَتي
كما هَوَيْتُ رُبوعَ الشّامِ أهْواكِ
كَنَزْتُ حُبَّكُما في عُمْقِ خافِقَتي
وما رَضيتُ لِصِنْوِ الشَّامِ إلَّاكِ
يا مِصْرُ يا بَهْجَةَ الدُّنيا وفاتِنَتي
ويا حَضارةَ أمْسٍ حاضِرٍ زاكي
يَزيدُني الشَّوْقُ إمّا مَسَّهُ قَبَسٌ
مِنْ نارِ وَجْدي فيُذْكي فِيَّ حُمَّاكِ
رَقَّ الفُؤادُ كما رَقَّ النَسيمُ هَوىً
إذْ ما دَعَوْتِ … أتى شوقاً فلَبَّاكِ
أُغازِلُ الحُسْنَ في عَيْنَيْكِ مِنْ وَلَهٍ
في حُبِّ مِصْرَ … وَسِرُّ الحُبِّ عَيْناكِ
متى يكونُ لنا وَعْدٌ أراكِ بهِ ؟
حتّى يَجودا بلَثْمِ الخَدِّ خَدّاكِ
يَسْتَعْذِبُ الوَجْدَ إذْ يَلْقاهُ ذو كَلَفٍ
وكَمْ يَلَذُّ لِقَلْبِ الواجِدِ الشّاكي
مِصْرُ الحَضارَةُ لا زالَتْ أوابِدُها
إرْثاً بهِ نَفْحُ أمْسٍ عاطِرٍ ذاكي
في أرضِ مِصْرَ صُروحُ الأمْسِ شاهِدَةٌ
أنَّ الحَضارَةَ حَقّاً مُلْكُ يُمْناكِ
قَدْ خَصَّكِ اللَّهُ بالقُرآنِ مَكْرُمَةً
وقالَ مِصْرَ لِخَمْسٍ حينَ سَمّاكِ
فيكِ الإلهُ تجَلّى حينَ كَلَّمَهُ
موسى وبارَكَ رَبُّ العَرْشِ سيناكِ
لمّا تَجَلّى وقالَ انْظُرْ إلى جَبَلٍ
في طورِ سَيناءَ … مَنْ في ذاكَ إلّاكِ
ويومَ لاذَتْ بكِ العَذْراءُ كُنْتِ لها
وللمَسيحِ مَلاذَ الخائفِ الباكي
لمّا تَبَدّى لهيرودوسَ مَوْلِدُهُ
خافَ المَليكُ فأمْضى كَفَّ سَفَّاكِ
مِصْرُ المَلاذُ وإنَّ اللّهَ بارَكَها
يَهْناكِ مِصْرُ ورَبُّ العَرْشِ يَرْعاكِ
والنّيلُ باسْمِكِ مَقْرونٌ يَميسُ هَوىً
تيهاً أراهُ صَفا مِنْ صَفْوِ رَيّاكِ
وقَدْ حَباكِ نَعيماً لَيْسَ يُدْرِكُهُ
إلّا الّذي أدْرَكَ النُّعْمى بِرُؤياكِ
الدّينُ والعِلْمُ والتّاريخُ نَشْهَدُهُ
في رَحْبِ أرْضِكِ … نُعْمى اللّهُ أعْطاكِ
لي فيكِ يا مِصْرُ أحُبابٌ مَوَدَّتُهُمْ
كَنْزٌ لَدَيَّ … ولَمْ أظْفَرْ بمَرْآكِ
فكَمْ تَباعَدَتِ الأجْسادُ والْتَأمَتْ
قلوبُ صَحْبٍ صَفَتْ في طُهْرِ نُسّاكِ
لَمْ ألْتَقيهِمْ ولكِنْ كُنْتُ بيْنَهُمُ
كأنَّني مَعَهُمْ في سِحْرِ دُنْياكِ
إنّي أحِنُّ لِيَوْمٍ فيكِ يَجْمَعُنا
ورُبّما في قريبِ العَهْدِ ألْقاكِ
إلَيكِ يا مِصْرُ سَطَّرْتُ القَصيدَ ولِي
في كُلِّ بَيْتٍ بهِ شَوْقٌ لِلُقْياكِ
فلْتَمْنَحيني سَماحاً كيْ أُبَلِّغَهُ
إنّي وإنْ عَصَفَتْ بي الرّيحُ … أهْواكِ
٢٠٢٢/٠٣/٠٥ م
م . فوّاز عابدون
التعليقات مغلقة.