مِفصلي
الشاعر محمد عبدالرحمن كفرجومي الخالدي.
١–جئتُ الطبيبَ لكي يُعايِنَ مِفصَلي
ألمي بِهِ يزداد فوقَ تحمُّلي..
٢– ألمٌ شديدٌ لا يفارقُ مَضجَعي
متشبثٌ بي كلَّ ليلٍ أليَلِ !!
٣–لكأنَّهُ خِلِّي يُرافِقُني على
مَرِّ الدَّقائقِ لا يزولُ ويَنجَلي..
٤–أُمْسي عليهِ ولا أنامُ هُنَيهَةً
حتَّى أفيقَ ولا منامَ يطيبُ لي..
٥–أصبحتُ أعرَجَ إذ أميلُ لِيُمنَةٍ
ما كنتُ قبلُ –أياطبيبُ– بِأمْيَلِ..
٦–ماذا سأفعلُ ياطبيبُ فهل ترى
بعضَ الدواءِ يفيدُ يشفي المُبتَلي؟!
٧–فأجابَني ذاكَ الطبيبُ ببسمةٍ:
لا تيأَسَنْ فاليأسُ ليسَ بأمثَلِ!!
٨–وَلْتَدعُ ربَّكَ راجِياً ما عِنْدَهُ ،
فَهُوَ المُعينُ على البَلا المُستَفحِلِ..
٩–وأحالني لأشعَّةٍ سينيَّةٍ
حتى يصوِّرَ بالأشعَّةِ مفصَلي..
١٠–ودخلتُ للتصويرِ صرتُ بآلةٍ
وكأنَّني ميلٌ غدا في مِكْحَلِ..
١١–أو مثلُ سهمٍ في كنانة صائدٍ
قد صارَ احدبَ مثلَ نَصلِ المِنجلِ..
١٢–ومضيتُ عن حالي الحزينةِ شارداً
في هذهِ الأثناءِ زادَ تَخَيُّلي..
١٣–لم أستفِق إلَّا وصوتٌ راعني:
يا أيها الإنسانُ هيَّا فانزِلِ..
١٤– إذ إنّ غيرَك بانتظارِ أشِعّةٍ
وأراكَ مثلَ شُوَيعرٍ مُسترسِلِ..
١٥–فنزلْتُ مُعتذراً إليهِ بشدًّةٍ
عن موقفي هذا الأليمِ المُخجِلِ..
١٥–ورجعتُ للدكتور أسأله فلم
يعبأ كثيراً ثمَّ قالَ : ( تمهّلِ )..
١٦–صُوَرُ الأشعة قد رأى مضمونَها
فسألتُهُ وأجابني بِتملمُلِ :
١٧– في مِفصَلِ الْوِركِ اليمين تآكُلٌ
وعليكَ تغييرٌ لذاكَ المِفصَلِ..
١٨–لا بدَّ من عَمَلٍ جِراحِيٍّ لَهُ
لتكونَ في وَضعٍ سليمٍ أفضلِ!!
١٩– ورجعتُ مِن عِندِ الطبيبِ مُناجِياً
ربِّي بقلبٍ واجِفٍ و مُقَلْقَلِ !!
٢٠–عَمَلٌ جِراحِيٌّ.. نُقودٌ جَمَّةٌ..
ربَّاهُ لُطفَكَ رازِقي..مِن أينَ لي؟!
٢١–أنتَ الرَّحيمُ ولستُ غيرَكَ أرتجي
أنت الرجاءُ لِكُلِّ مِن هُوَ مُبتَلِ..
التعليقات مغلقة.