مِلْحٌ وَعَيشْ بقلم.. أحمد محمد حنَّان
١-بَينِي وَبَينَ الذِّكْرَيَاتِ وَحُزْنِهَا
مِلْحٌ وَعَيشْ،
تِلْكَ الأمَاكِنُ والسِّنِينْ،
لافُضَّ فُوهَا كَمْ أَبَاحَتْ
لِلسِّيوفِ دَمِي عَلَى بِيْضِ الوَرَقْ،
لَمْ تَكْتَرثْ أَبَدًا لِصَمْتِي وَهْلَةً،
لَمْ تَحْتَرِمْ سِتْرَ الحَنَايَا والشُّعُورْ،
حَاولْتُ إِقْصَاءَ المَذَلَّةِ جَاهِدًا،
لَكِنَّهَا مَالَتْ وَقَالَتْ ضَاحِكَةْ:
إِنِّي هُنَا،
لا خَمْرَ يُبْعِدُنِي وَلا تَعْويذَةً،
فَالكَأْسُ يَدْعُونِي لِتَعْتِيقِ الشَّرَابْ،
وَالسَّحْرُ يُنْفَثُ مِنْ شَيَاطِينِ
الوَسَاوِسِ والأرَقْ،
٢-يَا قَهْوَتِي أَنْتِ السَّبَبْ،
أَنْتِ المَرَايَا والشَّغَبْ،
سَوْدَاءُ مِثْلُ شَرِيطِ فِلْمٍ
إِنَّمَا هَذَا السَّوَادُ مِنَ الوُجُودْ،
وَمَنَ اِحْتِوَاءٍ لِلمَشَاعِرِ فِي
مَوَاعِيدِ الصَّبَاحْ،
أَوْ عِنْدَ لَيلٍ مُقْمِرٍ فِيهِ
النُّجُومُ لِزِينَةٍ،
والشَّمْعُ لَيسَ لَهُ مَعَانٍ غَيرَ
مَضْمُونِ الدُّمُوعْ،
تَتَبَادَلِينَ حَدَيثَ صَمْتٍ
فِي اللِّقَاءِ وَقُبْلَةً ثَرْثَارَةً
فِيهَا السُّكُونْ،
فِيهَا المَحَابِرُ وَالجُنُونْ،
فِيهَا الرِّضَابُ يُسَلِّمُ التَّارِيخَ
فِي قَيدِ المَلَاحِمِ وَ السُّطُورْ،
هَا قَدْ عَرَفْتُمْ كَيفَ يَنْطِقُ
كُلُّ فِنْجَانٍ يَخَافُ مِنَ الغَرَقْ،
٣-يَا ذِكْرَيَاتِي المَاضِيةْ،
يَا لَعْنَةً تَجْتَاحُ رَسْمَ مَلَامِحِي
فِي كُلِّ يَومْ،
رُغْمَ المُفَارَقِ والألَمْ،
رُغْمَ الجُرُوحْ،
رُغْمَ التَلَاشِي فِي الشَّجَنْ،
يَبْقَى التَّجَاذُبُ بَينَنَا بِعُطُورِ
أُنثَى لاتَزَالُ تُهِمُّنِي،
أَشْتَاقُهَا فِي كُلِّ فَصْلٍ مِنْ
ثَوَانِي كُلِّ عَامْ،
وَكَأنَّنَا لَمْ نَفْتَرِقْ،
وَكَأنَّ أَمْسِي لَمْ يُولَّدْأَوْ يَلِدْ،
وَكَأنَّ حَظِّي فِي الغَرَامِ
جَرِيمَةٌ وَعِقَابُهَا أُنْفَى
إِلِى أُنثَى المُؤَبَّدِ والقَلَقْ.
التعليقات مغلقة.