نار الغيرة بين الروح والجسد ….بقلم منى الشوربجي
خلقت الروح لتسمو فوق الجسد وتحلق لتثبت وجودها في كامل تألقها وأناقتها الراقية كأنها ملكة.. إن الروح لا تسترد هويتها إلا عند ردع الجسد وتقويمه وقمعه.. فهي تدعو إلى الجنة..والجسد يدعو إلى سجن الضرورات فإذا لاذ الإنسان بالفرار من المادة والطبيعة فتصير ذاته شريفة وقد نجحت في التخلص من الطين كشعرة لتسبح في ملكوت الروحانيات ..
يكون الإنسان بين الصعود والهبوط ؛ الإيجاب والسلب ؛ التفكير والتهميش والحرب بين روحه وجسده.. يعلو مرة بروحه فينتصر.. ومن ثم تخمد قوته الروحية أحيانا ليعلو شعوره بجسده وهكذا… تلك هي المشكلة بين الروح والجسد الروحانيات والمادة ويترنح بينهما الضمير.. فالجسد إن علا على المادة وربط الأحزمة على البطون وباقي الشهوات يجد نفسه في ملكوت من نوع آخر يملأ صدره بالهواء النظيف فلم تعد اللذة المادية ذات قيمة فإنه يرتقي للأعلى للذات والمتعه الروحية.. أي ارتقاء أذواق وليس همم..
أعطانا الله الفطرة والعقل والإرادة وزادهم البصيرة.. فلا تنكشف منزلة البشر إلا عند اختبارها بإغراء مزين يدعو للممنوع ولا يكتفي بالموجود أو بالمباح.. في هذه اللحظة تستطيع إيجاد الفرق بين الناس حسب اختياراتهم وتصنف الناس ليوضع كل في مرتبته اللائقة..
التعليقات مغلقة.