نافذة روح…
هدى وهبه
نافذة روح
كلما مررتُ أجدها واقفة خلف قضبان العمر.. تلقي بنظراتها علي الطريق
عندما أقبل يلتقطني بصرها تتهللُ أساريرها.اقترب منها مادة يدي من خلف قضبان نافذتها الصغيرة لتلك الحجرة بالدور الأرضي فتقابل يدي يدها الضعيفة فتقبض علي يدي محاولة جذبها إليها لتقبّلها فأرتعد ..مشفقة عليها، رافضة لتلك القبلات.ليس لشيء الا أني أضعف أمام حالها..تلك المرأة التي ارتسمت علي قسمات وجهها خطوط العمرالمُدبِر الهارب من طعنات القدر والذي سرق منها كل شيء إلا الابتسامة التي تلقيها إليّ فتأسرني مهما كنت متعجلا .وذلك الصوت الهامس الذي لا أكاد اسمعه. وبعد أن تطمئن أنني إلي جوارها.تشير لي أن آتيها بطعام .
ظللت علي هذا كلما رأيتها وكنت أظن أنها بمفردها..حتي اكتشفت انها تاخذ ماآتيها به فتمنحه لرفيق عمرها والذي أصيب هو الآخر بفقد الوعي بالزمن بعد أن فارقهما إبناهما إلي حياة منفردة بعيدة. وظل الرفيقان علي قيد الموت أحياءً.
التعليقات مغلقة.