موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نبذة من تاريخ دمشق “جبل قاسيون رمز الشموخ ومثوى الأولياء والصالحين”

1٬471


نبذة من تاريخ دمشق “جبل قاسيون رمز الشموخ ومثوى الأولياء والصالحين”

تحرير وإعداد: د.وجيهة السطل

قبل أن تجثم الحرب على الصدور ، كان هذا الجبل متنفَّسًا لأهالي دمشق، يتناولون في ربوعه عشاءهم ، ويقضون في أحضانه أمتع أوقاتهم . وهم يتأملون في حب وفخر وسعادة ، دمشق التي تزدهي بالأضواء،وهي تحتضنه بأضوائها ليلًا،وطيبة نفوس الساكنين في سفوحه نهارًا.
ويختزن جبل قاسيون في حجارته الكثير من الأسرار والقصص الأسطورية، والحكايات الغريبة مما جعل أهل دمشق القدامى يحيطونه بهالة خاصة من التقديس والاحتفاء. .
وهو الجبل الأشم الذي يطل على مدينة دمشق ، يتصل من جهة الغرب بسلسلة جبال لبنان، ومن الشمال والشرق بسلسلة جبال القلمون الممتدة إلى منطقة حمص.
يرتفع قاسيون عن سطح البحر ١٢٠٠ متر ويبعد عن وسط دمشق قرابة ٦٠٠ متر وهو ينهض عن مستوى السهل المفيض الممتد على ضفتي نهر بردى حوالي ٥٠٠ متر، فيعطيها منظرًا مميزًا، تتسلق سفوحه رقعة واسعة من مبانيها.
سُمّي قاسيون بجبل الصالحية،وجبل دير مُرَّان وتسميات عديدة أخرى. ولكن تبقى كلمة قاسيون هي التسمية الشائعة لهذا الجبل الشامخ الذي يشاهده الزائر لدمشق من كل شارع وزقاق ومنزل مرتفع.
اكتسب جبل قاسيون أهمية دينية لدى أهل دمشق وغيرها، لما ضمّه من أضرحة ومزارات.
فبالقرب من قمة جبل قاسيون، يرى الزائر مقامًا وقبة خضراء يعرفها أهل دمشق بـ”مغارة الدم” . وتحكي هذه المغارة قصة أول جريمة في التاريخ، حينما قتل “قابيل” أخاه “هابيل”.وتسمى أيضًا “مغارة الأربعين” .
تتربّع هذه المغارة في مكان عالٍ جدًّا،وفوقها بُني مسجد الأربعين، وفيه أربعون محرابًا نسبة للأبدال الأربعين.
وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بإسناد حسن عن سيدنا علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الأبدال في الشام وهم أربعون رجلًا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلًا؛ يُسقى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويصرف بهم عن أهل الشام العذاب”
وفي الزاوية الشرقية الشمالية للمغارة بارتفاع نحو متر،يقال إنه المكان الذي قتل فيه قابيل أخاه. حيث فتحة تمثل فمًا كبيرًا،يظهر فيه اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم بتفاصيل متقنة. وأمامها على الأرض صخرة عليها خط أحمر تمثل لون الدم، وفي سقف المغارة شق صغير يرشح منه الماء.
تقول الأسطورة إن “قابيل” عندما قتل أخاه “هابيل” بكى الجبل لهول هذه الجريمة وبقيت دموعه تتقاطر، وفتح فاه يريد أن يبتلع القاتل، ويقال إن “حواء” أم البشر قد ركنت إلى هذه المغارة، بعد أن قتل ابنها هابيل.
وفيه “كهف جبريل”، حيث جاء جبريل عليه السلام يعزي آدم بابنه هابيل.


ومن الأماكن المقدسة والمزارات،كهف النبي “ذي الكفل” وفيه قبره. ومقام النبي “يونس” عليهما السلام. كما انتشرت في الجبل العديد من الأديرة التي كان أكثرها مهجورًا. وأشهرها “دير مُرّان” الذي حمل الجبل اسمه أحيانًا.
ومن هنا أصبح المكان مقصدًا للزهاد والعباد والراغبين في الخلوة.
وروى “ابن عساكر” في كتابه “تاريخ دمشق” أنه صلى فيه أنبياء كثيرون كإبراهيم وذي الكفل وأيوب عليهم السلام. كما ذكر ذلك الخازن في تفسيره ، وقال ياقوت الحموي” في معجم البلدان: [[وفي سفحه مقبرة أهل الصلاح وهو جبل معظّم مقدّس ، ولآثار الصالحين فيه أخبار. و به مغارة تعرف بـ”مغارة الدم” يقال بها قتل قابيل أخاه هابيل وهناك خط شبيه بالدم يزعمون أنه دمه باق إلى الآن، وهو يابس. وحجر ملقى يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته .وفيه مغارة
تسمى بـ “مغارة الجوعية”
يزعمون أنه لجأ إليها أربعون نبيًّا خوفًا من الكفار، ولم يكن معهم إلا رغيف واحد، فلم يزل كل واحد منهم يؤثر صاحبه عليه، حتى ماتوا جميعًا من الجوع]].
وفي القرن الماضي سدت المغارة وبني على بابها مقام فيه عدد من قبور الصالحين .
وعرَّف سبط الجوزي جبل قاسيون قائلًا: [[ قاسيون جبل شمالي دمشق، ترتاح النفس إلى المقام به، ومن سكنه لا يطيب له سكن غيره غالباً]].
اختلفت الآراء في معنى قاسيون فقيل بأنه قسا على الكفار، فلم يقدروا أن يأخذوا منه الأصنام. وقيل أنه قسا، فلم تنبت فيه الأشجار. وجاء في “القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية” لمحمد بن طولون الصالحي المتوفى سنة ٩٥٣ هـ [[ سكن أهل المدينة هذا الجبل، قبل أن يسكنوا دمشق، وعاشوا فيه أجيالًا طويلة من الزمن. حتى إذا تكاثروا وتناسلوا ،وارتقت معارفهم وتجاربهم، هبطوا إلى السهل المنبسط أسفله؛ فبنوا مدينتهم دمشق؛ ولكن مدينتهم الأولى هي قاسيون، ففيه نشأوا أولًا وإليه رجعوا اليوم.
ويطلُّ منه الزائر على منظر، لا أجمل ولا أروع لدمشق وخاصة في الليل؛ حيث تتزين المدينة بمصابيحها، و أنوارها، وفوانيس حاراتها القديمة. ولذا أقيمت على ذروته الاستراحات والمصاطب،ليتمكن الزائر من رؤية دمشق من فوق قاسيون، بمشاهد بانورامية رائعة . وتم تشجير العديد من أقسامه ليلطف مناخ دمشق وهواءها الذي لوثته عوادم السيارات ومداخن المصانع.
كان جبل قاسيون يضم العديد من أشجار النخيل التي قطعها المغولي( تيمورلنك ) و يُقال إنّ عددها كان يُقدر بـ / ١٢٠٠٠ / نخلة . .
ونظراً لما اشتهر به جبل قاسيون من خضرة ونماء ومناخ عليل في الماضي، اختاره عدد من الملوك والأمراء مصيفًا. فبنوا فيه قصورهم، وملاعبهم. وسكنه خلفاء بني أمية، وبني العباس بعدهم. وعلى قمة جبل قاسيون بنى الخليفة المأمون مرصده الشهير لرصد الكواكب والنجوم. وفي العصر الأموي أيضًا شق “يزيد بن معاوية” قناة على سفح جبل قاسيون من نهر بردى ما زالت تُذكر باسمه “قناة يزيد”. مما أسهم في توسيع رقعة الغوطة، وأضفى عليها المزيد من الاخضرار والنماء.
ومن معالم قاسيون التي ظلت قائمة إلى عهد ليس ببعيد “قبة النصر”، التي بناها:
برقوق الصالحي- نائب دمشق سنة٨٤١ هـ في عهد السلطان قايتباي- أحد سلاطين دولة الشراكسة- في مصر والشام في أعلى قاسيون. وذلك تخليدًا لانتصاره على الأمير “سوار بيك القادري” وإلقائه القبض عليه وإعدامه. ويقال إنه وجد بموضعها ذهب كثير مدفونًا هناك. وكانت شامخة واقفة بجدرانها الثلاثة دون الرابع فدكّها الفرنسيون الفيشيون في مايو ١٩٤١ م، حينما كانوا يدافعون عن مراكزهم حول دمشق ضد الجيش الإنجليزي الزاحف من فلسطين لئلا يتخذها هدفًا.
ويقع على سفح جبل قاسيون اليوم من الجهة الجنوبية الغربية نُصُب الجندي المجهول.

التعليقات مغلقة.