موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نبــــــــــوءة…بقلم حاتم السيد مصيلحي

211

نبــــــــــوءة…بقلم حاتم السيد مصيلحي

 لم يعتد أن يتنبأ بما هو آت، ولم يكن يقرأ الأحداث ويفسرها تفسيرا مستقبليا يحمل له بشائر خير فيسر، أو تجلب له تعاسة أوشر، ولكنه كان يملك نفسًا مرهفة، تواقة إلى الخير، فيتحسسه في كل فعل أو أمر، ويستشرفه في نظرات المحيطين به، وآرائهم فيما انقضى ومر، فيشرد بعقله بعيدا حيث كان الأمر، ويمعن النظر في مشاهدات الأمس، يود لو عاشها بنفسه، وعاينها بشخصه، فيكون أحد صانعيها. 

ناداه جده الذي كان يصارع مرض الموت وقتئذ، ناداه لايدري لماذا؟! واستدعاه دون سبب واضح يفهمه، وماكان من الجد إلا أن أدناه منه، ووضع يده على كتفه دون أن ينبس ببنت شفه، وأخذ يتمتم بكلمات غير مسموعة، وربما غير مفهومة، تحمل الدعوات المباركات، ووصايا مكبوتات، تكللها نبوءة أو نبوءات كشفتها حجب النهاية ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد){ سورة ق،الآية:22}

ولكن هيهات أن يراها أو يسمعها غيره..وسرعان ماغادر الدنيا دون إفصاح.

مكث الفتى يفكر في تلك اللحظات الفارقة بين عالمين، والعابرة بين شاطئين البون بينهما واسع، والفرق بينهما شاسع؛ لاختلاف معطياتها،ونسبية مشاهداتها، وتحولات هيئاتها من كتلة ومادة وزمن إلى حالة من الذوبان المادي بين ترسب للكتلة وفنائها، وعروج للروح إلى بارئها بما تحمله من أسرار سابحة في ملكوته، وانعدام الزمن.. ولم يستطع أن يقيم تفسيرا مقنعا لنظرات جده الأخيرة، ولفتاته المحيرة،التي تبدو أخذا للعهد وتحميله أمانة، ماورد على لسان يعقوب حين حضره الموت: 

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 133]
فدعا الله تعالى أن يكون من عباده الصالحين الموصولين بأجداده الميامين، إنه نعم المولى ونعم النصير.

التعليقات مغلقة.