موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نحن لا نزرعُ الشوق…محمــد عبــد المعــز

177

نحن لا نزرعُ الشوق…محمــد عبــد المعــز

…………….

شَوْقُ الْـمُحبِّـيـن، يَدْفَعُهم ويَرْفَعُهم، يَدْفَعُهم لِلقاء مَنْ يُحبِّون، ويَرْفَعُهم مكاناً ومكانةً بالنسبةِ إليهم، لكن ذلك، بحاجةٍ إلى التعبيرِ عنه، والعمل من أجله، وتطبيقه كسلوكٍ يُرقيهم ويرتقي بهم، ويُرقِّقُ كلاً منهم، فيرفق بنِصْفِهِ الآخَر ويحنو هو عليه، ويتبادلان الرِّفْــقَ والحَنان، ويشعران بالأمنِ والأمان.

قد تكونُ تلك النظرة حالـِمة، أو مُجافية للواقع، وربما مُجانبة له، بين كثيرين، يضنون بالكلمة، ويكنزون الْحُب، ويُعانون ومَنْ يُحبِّون، لأن كلاً منهم ينتظرُ الآخَر، ويشكوه أحياناً، ويتهمه غالباً، ويسيء الظن به كثيراً، رغم أن العكسَ هو الصواب، والمبادرة هي الأصل، والمنح وسيلة المنع، لكل شَرٍّ وسوءٍ ومكروه.

ولأن كثيرين منا، استبدلوا الشَّوكَ بالشوق، يسيرون حُفاة، في طريقٍ كله أشواك، ناسينَ أو مُتناسين، أن الحَصادَ مُرتَبِطٌ بالزَّرع، فمَنْ يزرع الشوقَ يَجْنِ الْحُب، ومن يزرع الشَّوكَ يحصد الْـمُر، وليس في الحياة أمَرُّ من حياةٍ بلا حُب، وبيتٍ بلا أمل، ومشاعِرَ مُتصَـحِّرة، وأحاسيسَ جَدْباء…!

بالْحُـبِّ تصفو الحياة، ونتخلَّصُ من أكدارنِا، بالتسليمِ بأقدارِنا، واليقين بأن نجاحَنا يكمنُ في نجاتِنا، وسعادتنا، ليست في إرضاءِ سادَتِنا، بل في سيادَتِنا لأنفُسِنا، ومخالَفةِ أهوائنا، والاتفاق على ما يجمعنا، وأن يعذُرَ بَـعْضُنا بعضاً في ما اختلفنا فيه، كي نكونَ أهلاً لرحمةِ الله، التي وسعت كلَّ شيء.

العنوان مُقتبس، من رواية للأديب المصري يوسف السباعي، يرحمه الله، بعنوان “نحن لا نزرع الشوك”…!

…………….

التعليقات مغلقة.