” نداء ” قصة قصيرة بقلم / إيمان حجازي
يقولون أن هذه الأماكن، إن لم تكن قد عقدت النية على زيارتها، وبينما أنت في طريق ما، تتغير الظروف، وتجد الخطوات تأخذك لتضعك في بقعة مكرمة، لتصلي العصر في حضرة بنت بنت رسول الله، فتبارك السعي وتستبشر بالنداء.
في ذلك اليوم، كان عصر الجمعة، وقد أذن للصلاة، وعندما اصطفت المصليات، وأقيمت الصلاة.
في تلك اللحظة التي تضبط فيها الصفوف وتسد الفرج، لفت انتباهي نظرتها وابتسامتها، وعندما حدقت بها، لم يمنعنا من الاستجابة لحضن الشوق إلا أننا قد دخلنا في الصلاة.
طوال الركعات الأربع وأنا أشعر بحواسها تهيم حولي، أسمع دق قلبها في صدري، تحيطني ابتسامتها تخترق أنفاسي، تسكنني نظراتها الحنون، تحتويني، يلامس شغفي صوت ترديدها (سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر).
وعندما سلم الإمام، سلمت على يميني، وسلمت على يساري، وتجهزت لذاك اللقاء، هذا الشوق الذي اعتراني طوال رحلة الصلاة.
تلفت لأمد يدي قائلة: تقبل الله يا عمتي، وأرمي بثقل أحمالي وأحزاني في أحشاء حضنها، علها تلدني بلا أدران ولا أسمال.
جرت عيناي أنهارا، كما تلاشت آثارها، ذابت جوارحي بحثا عن رائحتها، دون جدوى.
فقد كانت نداءا.
التعليقات مغلقة.