ندوة (الشعر هوية أمتنا) بمسرح سينما الحضارة 2 – الأوبرا مشاركة
إعداد: الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي
بصحبة (صالون في حضرة الإبداع) للدكتورة/ شيماء عمارة، أقامَ (أمسيةَ تجمع روافد الوطن العربي) نخبةٌ من الشعراء العرب، وهم الشعراء الثلاثة اللامعون:
الشاعر السعودي/ جلال العلي.
الشاعرة السورية/ ناهدة شبيب.
الشاعر المصري/ وسام عمارة.
وقد أدارت الندوةَ باقتدار د. شيماء عمارة، حيث كانت موزونةَ الرُّؤَى، مُتَّزِنَةَ القُوَى، مُتَوازِنَةَ الهَوَى تجاه كُبْرَيات الأديبات وكِبار الأدباء في الوطن العربي، مَنَحَتْ كُلَّ مبدعٍ منهم مساحةً تليق به وبكلماته .. كان الحضورُ طاغياً إلى حَدِّ انعدام الأماكن، وكان الحُبُّ ساعِياً إليها من كل المساكن.
حاولتُ أنا عبد العزيز الهاشمي -بصفتي الصحفيَّ الْمُعِدَّ لهذه التغطيةِ اللطيفة- ذِكْرَ أسماء الحضور الكرام فلم أستطع، فحاوَلَتُ أن أجد كَمًّا تقديريًّا لعددهم فَلَمْ أُفْلِحْ، فتَواصلتُ مع الزميلة الشاعرة السورية/ ناهدة شبيب إحدى منظمي الندوة المباركة، لِرَفْدِي بَرَصْدِ الأسماء فقالت: “مستحيل، فهناك (150) شخصًا في قاعةٍ تتسعُ لـ(80) شخصاً فقط، والباقون جلسوا في مقهى الهناجر، فَذِكْرُ الأسماء وَرْطَةٌ كبيرة، سَتُحْدِثُ مَشاكِل”، بمعنى: أن الحضور كانوا ضِعْف الْمُتَوَقَّع، وقد تم تكليفُ بعضِ الإخوة الكرام على باب القاعة لتنظيم الحضور، فمن يخرج يأتي مكانَه أحدُ المتواجدين في ساحة القاعة، وهكذا، حتى حَضَرَ الجميعُ في القاعة وألقى الجميع ما في جُعَبِهِم من الإبداعات المتنوعة بين كلمة، وخاطرة، وشعر، وقصة، وفكاهة، وأداء مسرحي؛ فلو حَصَرْنا مَن ذَكَرْنا، ونَسِيْنا ذِكْرَ مَن لَمْ يَأْتِ بِذَاكِرَتِنا، فسوف يكون إحراجًا كبيرًا لنا أمام مَن لَمْ نَذْكُرْ، حيث سيسقط سهوًا مَن لَمْ يَتِمَّ ذِكْرُه، فلم يَكُن ثَمَّ كَشْفٌ للحضور، وإن كان هناك كَشْفٌ، فسيكون ذكرُهم من الصعوبة بمكان.
هذا كله .. على ماذا يدل؟
هذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على قدرة المبدع العربي على جَمْعِ جَمْعٍ كبير من العرب المنتمين إلى (البحرين، والجزائر، والسعودية، والسودان، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ومصر، واليمن)، وأن بمقدورنا نحن العرب أن نجعل من الثقافة للعرب موئلا، وللتقاطع موصلاً، وللاحتياج مَنْهَلا.
إن كان مَن يمكن التجاوز في ذكره، فإن كاتب هذه الكلمات الشاعر الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي كان قد حضر في وقت كانت القاعة فيه (Full)، فانتظر حتى يأتي دورُه، وأثناء الانتظار رأى السيدة الفاضلة التي لا ينبغي تجاهل اسمها وهي أستاذتنا جميعاً خبيرة الخرائط وعضو مفاوضات طابا بين مصر والكيان الصهيوني، الدكتورة/ سلوى بكير، وكانت ترجو أن يُلقي قصيدته أثناء وجودها، فأدخلها في القاعة رغم عدم وجود أمكنة، فمِثْلُها لا يَنْتَظر في الخارج حتى يخرج أحد القاعدين؛ ولكنها سرعان ما خرجت، واستأذنت قبل أن يلقي قصيدتَه كما كانت ترغب، فلما كان آخرُ الملقين قبل الأخير الشاعر السوري الكبير/ فايز أبو جيش، جاء دورُ آخِرِ الملْقِين وهو عبد العزيز الهاشمي، وبالمناسبة، فآخر الملقين يمني، وأُوْلَى الملقين يمنيةٌ أيضًا، وهي الإعلامية القديرة المتألقة دائمًا الأستاذة/ تيسير حسين الشرقي، فصعد الهاشمي المنصة وقال: “سمعت كثيراً عبارة: (اختصر)، فألغيتُ القصيدة المطولة التي كنت أعددتُها لإلقائها، واكتفيتُ بمقطعين، أحدهما في الإنسانية، والثانية في مصر”، فقال في الإنسانية:
لَوْ لَمْ تَكُنْ جِنْسِيَّتِيْ
أَصْلَ الْيَمَانِيِّ الَّتِيْ
لَمْ أَلْقَ مِنْ عُمْرِيْ سَنًا
يُحْيِيْ لَهَا أُمْنِيَّتِيْ
لاَخْتَرْتُ لِيْ جِنْسِيَّةً
مِنْ أَصْلِ إِنْسَانِيَّتِيْ
ثم أتبعها بمقطع عن مصر قائلاً:
مِصرُ التي ..
في خافقي
عشقُ العشيقِ العاشقِ
فيها ومنها سؤددي ..
شوقُ المشوقِ الشائقِ
أحيا لها ..
أفنى بها ..
إن شاء ربي خالقي
إن كان تُرْبُ المسقِطِ الأعلى أبي ..
في سابقي
فلأنت أمي يا ترابًا ..
ضمني فيما بقي …
واختُتِمَت الندوةُ بعده مباشرةًً باجتماع الضيوف المشاركين الكرام في المنصة لالتقاط الصور التذكارية.
وبالله التوفيق والتفوُّق.
التعليقات مغلقة.