موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“نزوح” بقلم محمد كمال سالم

92

يحاول عبد الله أن يلتقط إشارة للهاتف، كانت”هاجر” أخت زوجته”فاطمة”تحادثهم منذ قليل من السويس في مصرعلى الخاصالشات؛ ثم انقطعت الإشارة.
لكن؛ ليس هذا هو المهم، الأهم مكالمةينتظرهامن “عمَّان”
تخص المسجد الكبيرالجامع
من بعض الأوراق والوثائق من الإدارةبصفته إماما للمسجد
وفاطمة مازالت تلح عليه:
قُلْ لهاجر أن ترسل”السيد” إلى المعبر ينتظر ابننا”حمزة” حتى يقيم هذه الفترة عند خالته. باقلك: “ما في إشارة”؛ الأوغاد قطعوا الإنترنت أيضا، ثم قلت لك إنك ستغادرين معه إلى أهلك هناك، أنت مزدوجة الجنسية؛ سيسمحون لك بالمغادرة، اقعدي هناك حتى ينتهي هذا القصف الوحشي، وأين هو ابنك”حمزة”؟
يلعب مع “ريان” ابن جارتنا “رهف”. وهل هذا وقته؟! ما من مكان آمن الآن!
يدخل ابنهم “حمزة” مهرولا يتبعه الصبي”ريان” يحملان بعض الوريقات وقال لأبيه:
انظر يا أبي هذه الأوراق الملونة، طائرات الأوغاد ترميها علينا كالمطر. نداء أخير: “توجهوا جنوبا حيث الوادي حرصا على سلامتكم ؛ حتى تنتهي الدولة من محاربة الإرهاب، غزة أصبحت ساحة للمعركة”
انتهى عبد الله من قراءتها:
حسبي الله ونعم الوكيل، احزمي يا فاطمة ما نستطيع حمله، ولينتظر كل أمر لمردود الله وحكمته، لا تنسي أنك حامل؛ فلا تثقلي على نفسك، سأحمل أنا الصغيرة “سماء” على كتفي واستخلفي الله هذا البيت، فظني أنهم لن يتركوا بيتا في”غزة” قائما. يحمل “حمزة” حقيبة كتف على ظهره ، وكذلك صديقه “ريان”، يتبادلان ركل الكرة على الطريق الطويل، يتبعهم طابور طويل في شارع “صلاح الدين” يبدو أن كثيرا من أهل القطاع ينزحون إلى الجنوب. حمزة: أنا جائع يا أمي. عبد الله: خذ يا“حمزة”؛ بسكويتة لك وأخرى لصاحبك “ريان”.
يستدير “عبد الله” إلى الخلف، يلتقط الصور لجيرانه وأصدقائه وهم يحملون ما خَف من متاعهم يكدحون تحت وطأة خطوات صعبة ثقيلة، الرجال يكتنفهم القهر والنساء متوشحات بالسواد، خمارهن البكاء، خطوات مثقلة بألم الفراق للديار وذكريات التهجير، يبتسم “عبد الله”
بسمة مفعمة بالصبر، يخاطبهم بصوت عال:
هذه صور للتاريخ فابتسموا. سيذكركم التاريخ حين تصبحون رمادا.
يقطع عليه حديثه المسترسل أزيز طيران منخفض فلا يبالي ويستمر في الحديث وشحذ الهمم.
حفيف نسيم لطيف يلفح وجوه الجميع رغم الزحام، شعور ساحر ورضى وغبطة:
حمزة: لم أعد أشعر بالتعب
ريان: ما كل هذا الزحام، أناس كثيرون تتبعنا في هذا الطريق، أرى أمي هناك بعيدا، لقد سبقناها.
وأمي أيضا معهما لا يفترقان، وأبي خلفهما يحمل أختي سماء. رائحة خبيز شهية يا صاحبي “ريان.” هل وجدتها مثلي؟
_نعم أنظر، هناك مائدة كبيرة وفاكهة طازجة أعدت لنا؛ هيا بنا…

نشرة الأخبار تعرض ما التقطته كاميرا هاتف أحد الضحايا.

التعليقات مغلقة.