نساء ورجال تحدث عنهم القرآن
للأستاذ الدكتور / عبد الصبور مرزوق ( رحمه الله تعالى)، سلسلة دراسات إسلامية، العدد(٤٩)، ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ١٩٩٩م
عرض وتقديم: حاتم السيد مصيلحي
(١) قصة ثعلبة بن حاطب :
حين يدخل الافتتان بالدنيا إلى القلب من باب، يدخل معه النفاق والجشع وفساد الدين حيث يخرج الإيمان، والصدق مع الله والناس من الباب الآخر. فاعتبروا ياأولي الأبصار.
فقد جاء رجل إلى رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وقال له : يارسول الله : ادع الله أن يرزقني مالا. فقال له، ويحك ياثعلبة؛ قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، ثم قال : ” أما ترضى أن تكون مثل نبي الله؟! فوالذي نفسي بيده لوشئت أن تسير الجبال معي ذهبا لسارت.
فقال الرجل : يارسول الله : لئن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم – ( اللهم ارزق ثعلبة مالا)، وشغل ثعلبة بغنمه وماله فتغير حاله، وانقطعت علاقته بجماعة المسلمين، وذات يوم افتقده الرسول، فسأل عنه فحدثوه بخبره وبما طرأ على أحواله من تغيير، فقال رسول الله : ( ياويح ثعلبة، ياويح ثعلبة.. هلك ثعلبة).
وقد علق الدكتور محمد الشوبكي منتقدا ذلك بالأدلة قائلا:
1- قال القرطبي رحمه الله (قلت وثعلبة بدري أنصاري وممن شهد الله له ورسوله بالإيمان حسب ما يأتي بيانه في أول الممتحنة، فما روي عنه غير صحيح. قال أبو عمر: ولعل قول من قال في ثعلبة أنه مانع الزكاة الذي نزلت فيه الآية غير صحيح ).
2- الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف :وهذا إسناد ضعيف جداً.
3- قال ابن حزم في كتاب المحلى بعد أن ذكر الآيات من سورة التوبة (وليس فيها نص ولا دليل، على أن صاحبها معروف بعينه، على أنه قد روينا أثرا لا يصح، وفيه أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب – وهذا باطل، لأن ثعلبة بدري معروف، ).
4- قال المناوي في فيض القدير: قال البيهقي: في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير.
هذه مجرد نماذج لعلماء ضعفوا القصة تماما، وغيرهم كثير مثل ابن عبد البر، والشيخ أحمد شاكر، والشيخ رشيد رضا، والشيخ الألباني، وغيرهم كثير.
(٢) وعاشروهن بالمعروف :
وفيه أفرد الأستاذ الدكتور عبد الصبور مرزوق حديثه عن المرأة، ومفجر هذه القضية ( كبشة بنت معن بن عاصم بن الأوس) التي توفي عنها زوجها، فعضلها ابنه، أي ألقى عليها ثوبه، فأصبحت كالميراث له، فلا تستطيع أن تتصرف في نفسها بزواج أو حتى برحيل إلى بيت أهلها إلا بإذن ذلك الذي ألقى عليها ثوبه، فنزل قول الله تعالى: ( يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها…)
ثم يتعرض لضوابط معاشرة النساء، امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، ومشروعية الطلاق في حالة استحالة العشرة، ومسألة تعدد الزوجات، بقوله : إنه ليس فرضا شرعيا ولكنه ضرورة، لمرض قد يصيب الزوجة يحول بينها وبين علاقتها المشروعة بالزوج، أو لأن تكون عاجزة عن الإنجاب لسبب أو لآخر؟
فوق كون التعدد ضرورة تقدر بقدرها، فإن الإسلام جعل شرط العدل أساسا للتصريح حتى لا يكون في التعدد عدوان على حقوق الزوجة الأولى، وقد لعن الرسول ذلك الصنف من الرجال أو النساء الذين يعددون ليس للضرورة، ولكن لتذوق الأصناف المختلفة من النساء في قوله : ( لعن الله الذواقين من الرجال، والذواقات من النساء) ٠٠٠الخ.
(٣) أصحاب الأخدود والاضطهاد الديني:
ويتحدث الأستاذ الدكتور عبد الصبور مرزوق، عن الاضطهاد الديني من خلال قصة أصحاب الأخدود قائلا : إن من أعظم العطاء الحضاري للإسلام أنه قام على حرية العقيدة بصريح النص القرآني: ( لا إكراه في الدين)، كما يقوم الإسلام كذلك على الاعتراف بحق الآخر في ممارسة عقيدته بحرية دون أي ضغط أو تدخل، وإستنكار القرآن الكريم لما قام به اليهودي ذو نواس من إحراق الثابتين على دينهم من النصارى، وذلك في قوله : ( ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد* الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شئ شهيد).
وكان الفتح الإسلامي لمصر إنصافا ونموذجا رفيعا لتسامح الإسلام وتخليص الشعب من القهر الرومي، واستعادة الأنبا بنيامين بطريرك الكنيسة القبطية مكرما.
ويختتم قوله : ب ليت الذين يثرثرون متهمين الإسلام بالإرهاب أن يقرأوا أحاديث الأخدود، ومحاكم التفتيش، ليعلموا أن الإرهاب صناعة غير إسلامية، وأن الاضطهاد الديني في العقيدة شئ لا يعرفه الإسلام.
*ذكر زيد بن حارثة ( حب رسول الله) وإبطال حكم التبني في الإسلام.
*وذكر النجاشي ملك الحبشة النصراني، ونعي الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله للصحابة : ” إن أخا لكم في الحبشة قد مات فصلوا عليه، ثم خرج إلى الصحراء فصفهم وصلى عليه، ثم دعاهم إلى الاستغفار له.
- وذكر شهيد الحق، وقصة الصراع الأبدي بين الحق والباطل.
- وقصة بلقيس، الملكة الأسطورة.
- قصة يأجوج ومأجوج، ومن هم؟ وما حقيقة أمرهم؟
- لقمان الحكيم ووصاياه.
*قوم لوط وامرأته، وآسيا امرأة فرعون، وطالوت، ومؤمن آل فرعون… الخ
التعليقات مغلقة.