موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نسخ كربونى قصة بقلم.عصام الدين محمد احمد

377

نسخ كربونى قصة بقلم.عصام الدين محمد احمد


وكأنني أتسكع بين دروب رملة بولاق،أتفرج على الحيارى والمدمنين،يلجون الحواري بأردية غالية الثمن،تفضح الغنى والرفاهية،ساعة أو بعض ساعة وتجدهم عائدين منكسي الرؤوس،يتخبطون على قضبان السكك الحديدية.
رافقت الكثيرين فى رحلات الخدر،أتفرج على عالم منفصل،يعيش بمعزل عن العالم المحيط،تُفرد البودرة على سطح زجاجي أو مصقول،خطوط طولية،يصنعون من العملة الورقية الجديدة أنبوب،يضع الواحد منهم طرف الأنبوب فى إحدى فتحتي الأنف،ويغلق الفتحة الثانية باليد المتحررة،يشد خط البودرة بقوة مناسبة لا تسمح بالترسب على السطح الداخلي للأنبوب،خط وراء خط،هكذا إلى أن يأتي الواحد منهم على التذكرة كاملة،اعتادني الجميع ولم يحاول أحد دعوتي للتجريب،وكأنهم يحتفظون باصطحابي كعقل يقظ يقودهم فى رحلة العودة.
المعلمة صاحبة الدولاب لها بنت لم تبلغ الخامسة عشر عاما آية جمال،ضفرتها الطبيعة الخلابة،رجرجة النهر المدغدغة للأعصاب تعجن قدها،بشرتها قشطة رايبة،وجهها مدور فى غير اكتناز،عيناها عينا مها،فمها أقنى يضيف للوجه رونقا جذابا،والفم آية اشتهاء متجددة الإيحاء،لم ألمح فى الدنيا جمالا يضاهي نصف هذا الجمال:
تبا للصعيد،تبا للوجه القبلي.
هذه المهلبية لم تقرب دورنا،انشدهت حينما رأيتها:
كيف لهذه الفتاة الرائعة أن تحيا فى هذه البيئة؟
وأنت لماذا تسعى للارتماء فى أحضان هذه البيئة؟
ما هذا العته؟
بيئة..بيئة..بيئة..الإنسان فى كل البيئات واحد،تبا لعلوم الاجتماع!
من المعتوه القائل إن الإنسان ابن بيئته؟
لا بيئة ولا يحزنون.
حاولت التقرب منها،أتلصص بالنظرات،لا أدع فرصة للمكوث فى حضرتها تفلت،غبت فى حضرتها متأملا نمنمات تكوينها،أمها تدير الدولاب بحرفية،تضفي على الحضور بهجة وحبورا،تتمايع فتلعقها الأفواه،وكأنها جنان النعيم والبهاء.
أبدان فارهة التكوين،تعبر السكة الحديدية،تذكرة بيور وتتهاوى الابدان،لا تقدر على تخطي القضبان.
دوما يستند السلوط على كتفي،يصعب على حاله،طوال الليل يزحف على الأرض،يغرقه العرق،يتنقل من تشوينة بطيخ لأخرى كالبهلوان،فنان لا مثيل له فى رص البطيخ.
يتقن السلوط البناء من الوضع قاعدا،دون أن ينهض من مطرحه،لا يتعامل إلا مع البطيخ الزيرو،الذى يتجاوز وزنه عشر كيلو جرامات،المهنة موسمية لا يتجاوز عمرها ثلاثة شهور،كل فلاح يمنح اكرامية للسلوط سخية، الفلاحون يلتمسون رضا السلوط؛فكلما كان الرص متقنا كلما زاد سعر البيع.
يحيا النعيم طوال الأشهر الثلاث،ولن يضيره شم تذكرة أو اثنتين كل ليلة،أتعاطف معه،أحترم مهارته ،أحاول تقليده ولكن البون شاسع بين التقليد والموهبة،لمس فيّ الرغبة فى التعلم،صحبني فى جميع رحلاته إلى رملة بولاق لأعايش عالمه السري.
هذا الرائع تسوخ أقدامه في رمال الوهم حينما يستنشق البودرة،ليجدني متكأ له،أعيده إلى بيته،أتركه على العتبة حتى لا تلقفني زوجته البرميلية للتحقيق معى،لا أدري كيف يتعامل معها وكيف يضاجعها؟
مائة ألف رطل من اللحم أو يزيد،ربما تكون هذه السيدة اللحيمة تزوجته تخليص حق!
أصابنى السهوم،عاجلتني بالقول:
ما لك؟
لم أسمعها جيدا،كررت السؤال،صوت سحيق يجيب:
لا شيء.
أفق أخيرا قائلا:
أنت قاعدة هنا ليه؟
“أروح فين؟”
لم أجد أجابة،فأردد:
أي مكان غير هذا الماخور.
ومن الذى قال لك أننى متأذية من الوضع.
لا أحد،ربما ذهب بي الخيال بعيدا!
ليس كل ما نتمناه نجده.
لا نختار أقدارنا،ولكن لنا عقول.
بالنسبة لنا لا وجود لرغد العيش بعيدا عن هذا العمل.
ليس ضروريا أن يحيا الإنسان حياة الأغنياء.
لم تجرب الحرمان.
مسيرتى تجسد الحرمان.
لماذا تصر على رفقة هؤلاء؟
لا أدرى بالضبط،ربما يكون اختيارا لعالم مريب تحيط به الشبهات! ربما أكون مشروع مدمن!
لماذا نتبادل الأدوار والاتهام؟
مجرد دردشة،،،ربما لجذب الانتباه!
أفترض أنني قلت موروثات التبريرالخيالية،أتعجبك الأكاذيب المستدرة للعطف؟ حينما سألتك عن رفقائك لم تجبني،بل لففت بعيدا،حاولت أن توحي لي أنك عالم وفيلسوف.
أحسدك على منطقك، أنظري إلى هذا الملقح على الكنبة،تكتشفين أنه فاقد القدرة على الكلام والاتزان،بالبلدي مسافر إلى دنيا من صنع خياله،يحارب هزائمه،يجترذكرياته.
الأفضل لك أن تبتعد عن هذا العالم الذي يبدو براقا،حتى لا تفقد البقية الباقية من عقلك.
ربما تفقدين حريتك وتسكنين الزنزانة!
ما أكثر المحامين!
جمالك يؤهلك للمجد.
كذب،جمالي لعنة تطارد استقراري.
بصراحة حديثها أركسني فى دوامة،لا أحد يحيط بمداها،من المؤكد أن هذه الفتاة أتقنت الفلسفة فكرا وعملا.
طال قعودي بالمقهى،لم أشعر بالوقت وكأننى تجولت فى ربوعي ساعات وساعات،تجاوزت الساعة الثانية ظهرا،ويمكنني –فى التو واللحظة-العودة إلى الشقة،فما أنا وهي وهو إلا صور كربونية!
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.