موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نشيد الثورة قصة قصيرة بقلم/ربيع دهام

433

نشيد الثورة قصة قصيرة بقلم /ربيع دهام

في حلقةٍ دائريةٍ جلسوا. بيد كلٍّ منهم ورقة.
وفي منتصف الدائرة قائد عريض المنكبين، مرتفع الجبين، منتفخ الصدرِ، والكرشِ، مقوّس الحاجبين، أخذ يعصف بالشبابِ ويوعزُ:
” ألبحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، والأطباق الشهية مِن حولكم، وها نشيد الثورةِ بين أياديكم. فهلمّوا”.
ويعلو التصفيق في الساحةِ ويهدرُ:
” تحيا الثورة … تحيا الثورة”.
وتنخفض الأيادي، وتروّض الحناجرُ حبالها الصوتية.
توقفها.
ويحين وقت انقضاض الأصابع على الأطباق.
تنقض الأصابع، وتلتحم قي معركة وجودية مع الصحون. تستلُّ ما طاب لها من الشهيّات، ثم ترتقي بالطعامِ نحو العلا. نحو الأفواه الثائرة حتى تحشوها.
هذا قبل أن تجعل من أصابعها قبضاتٍ، ترقص وتهتزُّ مع
الحناجر من جديد: ” تحيا الثورة …تحيا الثورة”.
ويتطايرَ الطعامُ من الثغور ويسقط.
لكن الثورةَ المجيدة أبداً لا. لا تسقط. لا تسقط.
وتهرولُ آلات تنظيف السجّاد، ذي الصناعة المحلية، أي الهررة، نحو أرض الميعاد المُكتشفة، وبنتوءات ألسنتها الخشنة، تهم بِلحْسِ بقايا الطعام عن الأرض.
يستشيط القائد من مناظر القطط غضباً، فيرفسُ
بالأرضِ ويصرخُ:
” نشيدُ الثورةِ. تهيأوا. استعدوا”.
تكوّر القطط أذيالها بين أفخاذها وتهرب.
ينتصب الجمع على أقدامه.
ويصرخُ القائد في الغلامِ أمامه:
“هلمّ بالنشيدِ يا أسعد”.
وينظرُ أسعد بغضبٍ وينشدُ:
” إذا ما نام لا يصحو بِضرْبٍ”.
ويجيبه الكورسُ:
” ويصحو حين يسمعُ صوتَ أكْلِ”.
ويكملُ الأكلُ. عفواً. أقصد ويكمل أسعد في النشيد ويزأر:
” وإن جلسوا لتسليةِ بنُقْلٍ”.
فيشدو الكورسُ في البوحِ ويهدرُ:
” فبالرغفان يجلسُ …”.
يتوقف الكورسُ فجأة عن الإنشادِ.
صوتُ مواءٍ أزعجه.
يصوّب المنشدون نظراتهم نحو مصدر الصوت.
قطتان تتعاركان على قطعةِ لحمٍ من فخذ دجاجٍ.
يخلع القائد حذاءَه ويصوبه على القطتين، ثم يقذف.
يصيب الحذاء قطةً، فتركضانِ إلى ما وراء شجرة التوت.
يسكتُ المواءُ ويعود الكورس للإنشاد من جديد:
” فبالرغفان يجلس للتسلّي”.
ويأتي دور سليمان فيبرقُ:
” ولو قالوا في قاعِ البئرِ زادٌ “.
فيهتف الكورسُ: ” لأعجله الوثوب عن التدلّي”.
ويحين دور القائد فيصدحُ:
” وإن يطلبْ له الجرّاحُ بَنجاً … لِقَطْعِ يدٍ له أو بَتْرِ رِجْلِ”.
فيجيبه ساجدٌ ويكملُ:
” فخيرُ البَنجِ أن يُلهى بمضغٍ”.
ويهدر القائد من بعده:
” فيصبح غير ذي وَعيٍ وعقلِ”.
ويرد الجمعُ: ” فيصبح غير ذي وعيٍ وعقلِ”.
ويعود ويرد الجمعُ: “فيصبح غير ذي وعيٍ وعقلِ”.
ويصفّق الحاضرون للنشيد، والقوم يحتفلُ.
ويهزّ القائدُ رأسه وينتصرُ.
وتغرق في حناجرها الكلماتُ. وتتوقف في مرابضها التصفيقاتُ.
وتبرد على نعيم الأرائك المؤخراتُ.
وتكمل الأصابع عزفها التاريخي على الصحون.
“تحيا البطون …تحيا البطون”

التعليقات مغلقة.