موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نظرات في الفكر الإسلامي المعاصر ( 1 ) مقال بقلم : د محمد راضي الشيخ

144

يعيش الفكر الإسلامي المعاصر أزمة حقيقية ، وهذه الأزمة تقف حجر عثرة أمام أية نهضة إسلامية حديثة تستلهم حضارة الأسلاف الأماجد الذين بنوا نهضة وحضارة عربية إسلامية ظلت على مدار ألف عام ماثلة أمام العيان ، ومازالت آثارها التي بين أيدينا اليوم شاهدة على هذه الحقبة البيضاء من تاريخنا الناصع ، فالإسلام بما يحوي من قيم فكرية سامية حوّل العرب من أمة أمّيّة قبلية تعيش فى قبائل متفرقة متناحرة تتسم بالعصبية والجاهلية والوثنية ، أمة ضعيفة كانت مطمعا لكل طامع ، إلى أمة ذات شأن قوية ، كونت دولة ظلت قوة عظمى ما يزيد على ألف عام ، فالعقل الذي أصبح إسلاميا – بعد أن كان جاهليا – جاهلية العرب أو الفرس أو الروم – قد قرأ وتدبر ووعى ” كتاب الوحى ” ، وكتاب الكون، فأبدع علوم الحضارة ، وأقام صروح المدنية بعد أن أضاف إلى إبداعه المواريث الفكرية القديمة ، التي عرضها على معايير الإسلام ، فاستصفاها وصفاها من غبش الجاهلية ووثنيتها وجورها وزيغها عن سبيل الله ” ( انظر أزمة الفكر الإسلامي المعاصر : د : محمد عمارة ، دار الشرق الأوسط للنشر ، ص4 ) ، وهذا الماضي العريق يثبت بما لايدع مجالا للشك أن الإسلام يحمل فى طياته جينات التفوق والريادة ، وامتلاك ناصية العقل والعلم والحضارة ، والأزمة التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم ، للخروج منها لابد من تحديد الأسباب بدقة وتجرد ، ومن ثم وضع الحلول الناجعة للخروج منها ، هذه الحلول تتمثل فى : تحرير العقل المسلم ، إن قضية تحرير العقل المسلم وماهية هذا التحرير من الأهمية بمكان لخطورتهما فى تشكيل النظرة للفكر الإسلامي ذاته ومن ثم النظرة إلى الكون من حوله فى واقع إسلامي منهزم أمام الفكر والحضارة الغربيين ، نظرا لتخلف المسلمين الحضاري وتقدم الآخر الغربي حضاريا على كل الأصعدة ، نتيجة لهذا كله أصبح العقل الإسلامي فى وعيه الجمعي العام فى حيرة واضطراب ، لأن العقل هو أداة للنظر والبرهنة والاستدلال ، فلكل عقل قيوده التي يتقيد بها ، لأن العقل – أى عقل – لا يعمل فى فراغ ، بل هناك أطر وحدود تحد هذا العقل وتكبح جماحه وتعصمه من الزلل والشطط ، وخاصة فى الأمور الغيبية غير المشاهدة ، وغيرها من الأمور التي يقف العقل البشري أمامها مشدوها لعدم قدرته على إدراكها ، فالقيود على العقل العربي الإسلامي تختلف بدورها عن القيود المفروضة على العقل الغربي ، فهذه القيود تستمد من العادات والتقاليد ومن العقيدة التي يدين بها أى مجتمع من المجتمعات ، لذا فالقيود التي تفرضها الأمم والحضارات على العقل تختلف من أمة إلى أخرى ومن حضارة إلى حضارة حسب ما ذكرت ، وعلى إثر هذا فإن ” خروج الفكر الإسلامي من أزمته ، وانعتاق الأمة الإسلامية من مأزقها الحضاري الحل لمشاكانا ” ( انظر أزمة الفكر الإسلامي المعاصر ، د : محمد عمارة ، ص10 ) ، هناك ركيزتان يرتكز عليهما الفكر الإسلامي هما : العقل والنقل ،إن النقل (الوحي) في المنظور الإسلامي ليس مقابلا للعقل، بل هو ثمرة من ثمرات العقلانية، فحجية النقل (الوحي) مترتبة على حجية الرسول صل الله عليه وسلم، حيث إن التصديق بهذا النقل (كتاب الوحي) هو ثمرة عقلية للنظر في كتاب الكون استدلالا بالمصنوع البديع على الصانع المبدع، فليس هناك تقابل بين العقل والنقل، ولا بين الوحي والكون ” ( المصدر السابق ص13 ) ، فالدين الإسلامي غير مقطوع الصلة بالعقل والتدبر والتفكير العلمي السليم ، والإسلام ممثلا فى النص القرآني اهتم بالعقل اهتماما بالغا بدعوته إلى التدبر والتفكر والتعقل ، وإعمال العقل حتى يكون الإيمان عن وعى، فالعقل مناط التكليف فى الإسلام ، وهذا يدل بما لا يدع مجالا للشك على ضرورة إعماله فى كثير من الأمور ، ويدل فى الوقت نفسه على إكبار الإسلام للعقل ،إن تحرير العقل المسلم هو قضية من قضايا أزمة الفكر الإسلامي المعاصر يجب أن تفهم على أنها تحريره من الجمود والتقليد الأعمى، وتحريره من الهوى، تحريره من الجمود والتقليد الأعمى للسلف، فالجمود النصوصي آفة، سواء أكانت هذه النصوص من موروثنا نحن أم مستوردة عن الآخر الحضاري، وعلى إثر هذا بملكنا أن نقول: إن تحرير العقل الإسلامي هو تحريره من الجمود والتقليد ومن الغرور ومن الهوى جميعا، هذا هو جوهر التحرير. وللحديث بقية إن شاء الله .

التعليقات مغلقة.